سعادة رئيس التحرير حفظه الله
تعقيباً على ما نشرته (الجزيرة) بصفحة عزيزتي تحت عنوان (بشأن بعض العاملين في الميدان من الهيئة) بقلم أخي مندل القباع والذي تحدث فيه عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وواجباتها، وعن معالي رئيسها وما قام به من تطوير لهذا المرفق المهم ومن ثم تحدث عن المشادة التي سبق أن حدثت بين أفراد من أعضاء الهيئة ورجل بريطاني الجنسية في أحد المجمعات التجارية، وأشار إلى التصرفات غير الحميدة التي قام بها أحد أفراد الهيئة واستنقص الإجراءات التي اتخذها معالي الرئيس بحق هؤلاء (نقلهم إلى خارج منطقة الرياض وأن يعملوا إدارياً)، وأخيراً طلب أخي مندل من الرئيس عدم الاكتفاء بما اتخذه معاليه بشأنهم وأن الأمر يحتاج إلى أن تكون العقوبة أشد صرامة من مجرد النقل حتى لا تتزعزع ثقتنا فيهم... إلخ.
حقيقة أن كل بني آدم خطّائون وخير الخطّائين التوابون، ومن منا المعصوم من الخطأ لا أحد سوى نبي البشرية عليه أفضل الصلوات والتسليم، وهنا أسأل أخي مندل ما الذي تريد اتخاذه أكثر مما اتخذه معاليه؟ أتريد فصلهم أم جلدهم أو سجنهم لا يا أخي هوّن عليك، وعليك أن تقيس أخطاء أعضاء الهيئة أياً كانت ومهما كان عددها بأخطاء الأطباء مع المرضى التي ينتج عنها وفيات أو أضرار أسوأ مما كان يشتكي منه المرضى، وبالتالي ما هي العقوبة التي اتخذت ضد مثل تلك الأخطاء الغالب فيها إلغاء العقد أو تغريمه مبلغاً أو الاثنتين! فيا ترى تلك العقوبة تعادل فقد أسرة لعائلها أو فقد أم لأطفال هم بأمس الحاجة إلى عطفها وحنانها جازماً لو أحيل أمر أولئك الأعضاء إلى القضاء فسيجدون عقوبة أخف مما اتخذ بحقهم أو بدونها لأنهم مجتهدون ومعلوم أن المجتهد له أجران إن أصاب وأجر وأحد إن أخطأ.
من هنا أقول لأخي مندل على رسلك وهوّن عليك وكن أقرب إلى حسن النية وتأكد أننا مهما حصل من أخطاء من أي من أفراد الهيئات فلن يكون مقصوداً ولن يزعزع ثقتنا بهم، فلهم جزيل الشكر على الأعمال والمغامرات التي يقومون بها حفاظاً على المجتمع والتي قد تؤدي إلى الإضرار بهم أثناء تتبع المجرمين.
أخي والله إنهم صمام أمان ودرع حصين لحمايتنا وأبنائنا وبناتنا من الوقوع في أحضان المنكرات والمخالفات الشرعية من مسكرات ومخدرات والفساد الأخلاقي؛ فها هم ينقذون النساء من الابتزاز بمختلف أشكاله وحالاته وها هم يتصيّدون مروّجي المخدرات وصانعي وموزعي المسكرات، والحقيقة التي لا مراء فيها أن هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقوم بأعمال جليلة لا تقوم بها أية إدارة حكومية أو أهلية أخرى.
لذا يجب علينا أن لا نتلهف لرؤية أو سماع أخطائهم، بل يجب علينا أن نلتمس العذر للمخطئ ما لم يثبت التعمّد ثم يحاسب، قال سبحانه: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} (286) سورة البقرة، وقال رسوله عليه أفضل الصلاة والتسليم عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ومن واجبنا وضع أيدينا بأيديهم لدرء كل ما يسيء إلى ديننا وأخلاقنا ويضر بنا أو بأبنائنا وبناتنا جسدياً وعقلياً ونفسياً ومالياً.