«هل من مجيب؟!»، «داعش وأخواتها !» و»الموقف من هؤلاء !» و»حين يغيب القرار الصحيح» و»أصغوا إلى صوت العقل والحكمة قبل فوات الأوان» خمس مقالات كتبها حتى الآن رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الكاتب الأنيق الأستاذ خالد بن حمد المالك، منذ اليوم الحادي عشر من ذي الحجة.. وهو نبع يتدفق من تقاسيم الضوء يتيه في آفاق الريح حتى لامس عذاباتنا، كتب الأسى والواقع المر سيمفونية صارخة الصدى.. حيث الرجع.. لغة محفورة في بكارات الأحداث والتحولات من مخاضات هذا العصر، الذي في نظري لم يحاول التحليل لأحداثه وتحوّلاته بقدر ما حرص على أن يكون في سياقه الزمني الطبيعي محاولاً إعادة النظر في معايير التقييم وسائد التصورات؛ ذلك أن ثمّة خللاً منهجياً قادحاً أصبح يعتور ساحة التصورات وطرائق التقييم إلى أن انخرط الجميع في غمرة التفاعل اليومي مع تغييرات الأحداث دون أن يحاول أحد الإمساك بتلابيب الصورة كاملة. وهذا باعتقادي هو ما سنح للأستاذ خالد بن حمد المالك من خلال خوضه الحديث عن التحديات المحدقة في المنطقة العربية والإسلامية (الحاضر والمستقبل) وكذا وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، وإدراك طبيعة التحديات، وطبيعة الأرض التي نمشي فوقها، وكذلك الأشواك التي توضع في طريقها سواء كانت تلك الأشواك والتحديات وافدة من أعداء عقيدة الأمة وحضارتها الذين يضيرهم أنْ تقوى، وأنْ تتحد، وأنْ تُصبح أمة عظمى تنافسهم في مضمار السباق الحضاري. أو سواء تلك التحديات نابعة من الأعشاب الضارة التي ظهرت في أرض الأمة بتأثير العوامل الخارجية، أو الانحراف في فقه المنهج الإسلامي المتوازن الحكيم. وهذا كله الذي في يقيني أنه مثَّل شيئاً ذا قيمة كبيرة لدى القارئ الكريم.
وحسبه أنه حاول وبذل ما في وسعه وأن مقصوده - فيما أظن - من هذه المحاولة خدمة الحقيقة والإسهام في توسيع دوائر الرؤية، ووضع ما أمكن من النقاط على ما أمكن من الحروف. ذلك أن الأكثر يشعر بضبابية كثيفة في الرؤية لدى الكثير من الكتابات والتقييمات الراهنة واختلال فادح في المعايير مع غياب مشين لكثير من الخيوط اللازمة للوصول إلى تشخيص واقعي للأوضاع الحالية والإمساك بتلابيب اللحظة الحقيقية الواقعية.
أبا بشار:
لقد قرأنا في مقالاتك تلك اللغة المولودة التي نتفيأ فيها ظلال الفجر السافر في أفق الواقع. والنبع المتدفق من صليل الضوء المعطر بصباحات الغروب، ينثال منها الشفق الوضيء المبتهج بترانيم تحقيق الأمنيات لإنقاذ الأمة من العبث، وتحقيق الأمن والاستقرار.
أبا بشار:
لقد كتبت بوطنيّة، وبموضوعية، وبإتقان مطرد، وتأمل فريد، وعمق واضح، ونضج ووعي متزن مستوعب، كشفت عن شخصيتك المعطاءة التي أثْرتْ، وأثَّرتْ في نسيج المجتمع من خلال طرح هادف وهادئ استحقت عليه مكانة الريادة وريادة المكانة، ويعتز بهم هذا الوطن، ويفاخر بهم في مجال الفخر، ويصارع بهم في مجال الفكر، ويعتمد عليهم في مواطن النزال. لك من التوفيق تسديده، ومن الأمنيات أطيبها.