في البحث عن أسس قيام الأجهزة الأمنية الداخلية سنجد أن الهدف هو المحافظة على الأمن الموجود أساساً والذي فرضته قيم ومنهجية المجتمعات أنفسها, لهذا نجد أن عقلية رجل الأمن تختلف كثيراً عن عقلية الجندي في المؤسسة العسكرية, كلاهما من نفس البيئة والمجتمع غير أن رجل الأمن يبقى على تماس مع بيئته ومجتمعه ومطلوب منه أن يتفاعل ويكون على اطلاع دائم, لذلك رجل الأمن بالإضافة إلى ما يتلقاه من تدريب وتأهيل أمني فهو أيضاً يبقى على نهل العادات وتعلم التقاليد من أهله وعائلته ومجتمعه, وحين نقول إن رجل الأمن هو مواطن أولاً فإنه لا يعني ذلك أن نخفف العبء عنه، بل المقصود أن نجعل تركيزه أعلى وأكثر إيجابية, وبما أن المواطن هو الأساس فإنه من الطبيعي أن نعتبر أنه هو خط الدفاع الأول وهو رجل الأمن الرئيسي في حماية مكتسباته سواء الوطنية أو الشخصية.
في مدينتا الحبيبة الرياض وتميزها كونها العاصمة والأكثر تكثيفاً للتواجد البشري وما هي مقبلة عليه في الفترة القادمة سنجد أن تركيز إمارة منطقة الرياض بصفتها المسؤولة الأولى ينصب في توعية الناس وتفعيلهم في تحمل المسؤوليات الواجب عليهم تحملها, هذا ما يؤكّد عليه دائماً صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله أمير الرياض بالتنسيق مع وزارة الداخلية وما يقوم به مدير شرطة الرياض اللواء سعود الهلال الإعلان عنه دائماً أن المواطن هو الأساس في نجاح أي خطة أمنية أو فرض أية تعليمات وقائية معينة, المواطن المتجاوب المطلع الملتزم الذي يعرف ويعي الأنظمة والقوانين, المواطن الذي لا ينساق وراء الحملات الخداعة الكاذبة التي جلّ عملها هو مخالفة القانون وسرقة فلوس وأموال الناس.
النصب والاحتيال والخداع أساسه ومنبع قوته هو المواطن الجاهل المغلق على نفسه والذي يهتم بكيف يخالف القانون وكيف يتهرب من مسؤولياته لهذا يقع فريسة سهلة أمام هؤلاء اللصوص, علينا أن نفهم جزئية مهمة جداً إن رجال الأمن لديهم أيضاً تخصصاتهم ومجالاتهم المحددة, فليس من واجب رجل المرور أن يفك مشاجرة تقع في الشارع العام ولا حتى رجال الأمن العاديين، بل هناك قوة متخصصة لذلك, علينا أن نفهم آليات عملهم وعلينا بالدرجة الأولى أن نكون معهم لأن نجاحهم في المهمات الموكلة إليهم يعود حصراً بالنفع علينا كمجتمع سواء مؤسسات أو أفراد, الرياض الآن مقبلة على مشاريع ضخمة وتغيّرات كبيرة جداً سيلمسها ويتأثر بها كل من يقيم على أرضها والجهود التي تقوم بها مديرية شرطة الرياض وبتوجيهات من أميرها تركي بن عبدالله - حفظه الله- وبمتابعة من مدير الأمن العام اللواء عثمان بن ناصر المحرج وبجهود مديرها اللواء الهلال ومساعديه وجميع ضباطها وأفرادها هي جهود جبارة وواضحة لكنها لن تجدي نفعاً إن لم نكن نحن على مستوى الأحداث اطلاعاً ووعياً وتعاوناً, أبوابهم ومواقعهم مفتوحة ولن نخسر شيئاً إن سألنا أو استفسرنا قبل أن نقوم بأي خطوة لتنفيذ أي نشاط لنا, ونعم حسبنا الله ونعم الوكيل إن تعرضنا لمشكلة لكن لا تكفي إن لم نبلغ عنها الجهات المختصة لضمان على الأقل عدم تكرارها معنا أو مع غيرنا.