الأنس في الخلوة بالرحمن يورِّث الرحمة، والأدبَ..
والرفق..، والحكمة..
والقناعة، والنزاهة..
تلك الفضائل التي غابت..!!
وإن لم تغب كليةً فلا أقل من أنها بهتت في مسالك الغالبية..!!
ولأن الفضائل حين تبهت..أو تندر فإن هناك خللا في مكنون التكوين..
،ومن ثم في دربة المسلك..،
ما ينم عن البعد عن معين القرب..، ورافد الاقتناع..، وذلك بالتيه عن مفهوم: «أن الله يراك إن لم تكن تراه «..،
فما بال بالخلوِّ من الشعور بالوحشة في البعد عنه..؟!
والبعد عن القرب المورث هذه الفضائل..، منتشر بين العامة بشكل يدعو للقلق على النشء..،
وعلى الذين يستمعون للقول، ولا يتبعون أحسنه، لأن هؤلاء، وأولئك
قد دأبوا يتلقون من خليط..!!
قبل أيام وجه «داود الشريان» سؤالا لمستضافة في برنامجه الشهير «الثامنة»، كان مدار الحديث عن الجودة..، لتقنن معنى الجودة، أي مفهوم المصطلح الوظيفي..!
ويا لبعد الإجابة عن مسقى النجع..، وهو ثري..!!
فحين لابد أن تكون الإجابة هي «الاتقان» أصلا في دلالة المعنى الوظيفي للجودة..، جاء شرحا لما تناقلته شروحات الكلمة في مرجعيتها الخارجة عن معادلها في حديث المصطفى صلى الله عليه سلم، هذا المبدأ السلوكي الذي أقره مفهومه في كلمة الإتقان في الأداء في شريعة الإحسان:
حين قال « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه»..
أي يخلص ما استطاع ليبلغ فيه مبلغ الإتقان،..
وما الجودة إلا جزء من الاتقان لا كله..!
وهو في ظني أحكم من الجودة..،وأدق في التنفيذ..، وأشمل في النتيجة..، إذ نطق به الصادق الأمين...
فكيف لمن يمتح من خليط أن يمنح بإتقان..؟!
ولكي يصفو المكنون فلتكن السقيا من الاقتراب من الله وسيلة،..
لتصبح الفضائل محصلة..!