اعتبر مزارعون في مدينة الخطة في حائل أن من شأن تفعيل برامج السياحة الزراعية مساعدة المزارعين على تجاوز مأزق توقف زراعة القمح، الذي من المقرر توقف الدولة عن شراء محاصيله من المزارعين المحليين بحلول 2016، بما يعني أن الموسم الحالي 2015 هو الموسم الأخير لهذه الزراعة التي كانت العمود الفقري للزراعة في المنطقة على مدى 30 عاماً.
ونوه المزارعون بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار التي اختتمت أخيراً أول مهرجان للسياحة الزراعية في منطقة حائل، معتبرين أن قائد ربانها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز يسير بخطى واثقة في المشروع الذي يركز على إنعاش اقتصاديات المجتمعات المحلية، والاستفادة من مقوماتها وميزها النسبية. وتتمتع مزارع حائل، والخطة خصوصاً، بتميز لافت، حيث البساتين الخلابة، والأرض المنوعة (نفود، سهال وجبال)، فضلاً عن موقعها القريب من مركز مدينة حائل. ويدعم كل ذلك التكامل الخدماتي في الخطة والقرى والهجر المحيطة بها.
وطالب المزارعون بتفعيل اتفاقية هيئة السياحة والصندوق الزراعي من خلال مساعدة المزارعين على التحول إلى أنشطة مرشدة للمياه، من أبرزها الاستفادة من مكونات المزارع في السياحة الزراعية، مشيرين إلى أن قرار ترشيد المياه الزراعية الذي نص على التوقف عن شراء القمح (335) ينص على تعويض المزارعين، ومساعدتهم على التحول. ولفتوا إلى أهمية قرض الصندوق الزراعي للتحول حتى لو كان هناك قروض زراعية سابقة، خاصة أن مساعدة المزارعين مالياً يمكن أن تساهم في سداد القروض السابقة.
عملياً، ساهم المهرجان في إدخال فكرة الاستفادة من المزارع القائمة في تنوع دخل المزارعين المحليين؛ إذ بدأ مزارعون عدة في إعادة هيكلة مزارعهم الخاصة لتتواءم مع التطورات الجديدة، وهو ما يمكن أن تظهر نتائجه خلال الفترة المقبلة.
وشجع تأهيل ثلاث مزارع للحصول على شهادة السياحة الزراعية كثيرين للحذو حذوها.
وعلى صعيد المهرجان، عبّر عدد من حضوره عن تقديرهم للجهات المنظمة (إمارة المنطقة، هيئة السياحة، البلديات، الزراعة ولجنة التنمية الاجتماعية)؛ إذ تميز بالتنوع والتشويق، وجذب زواراً من مختلف الأعمار من الجنسين، فضلاً عن دعمه لعدد من الأسر المنتجة التي عرضت منتجاتها، وهو ما يعني أن هذه الأسر يمكن أن تساهم أكثر في حال تفعيل مشروع السياحة الزراعية، من خلال توفير سلعها للسياح الذين سيقطنون في المزارع عند زيارتها.