قال مدير المكتب العلمي بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ سليمان بن عبد الله الطريم: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذّر من الفتن العامة والخاصة، وفتن آخر الزمان، وأمر الناس أن يتعوّذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بَطَن، وحذّر من الهرج وهو القتل الواسع المختلط الظالم بغير حق، فلا يدري القاتل لمَ قتل والمقتول فيم قُتل وهى من أعظم الفتن، ومن نظر في التاريخ وجد أنّ الخوارج من أشرّ الطوائف هرجاً وقتلاً وفساداً في الأرض على اختلاف مسمّياتهم وتشابه صفاتهم، وتقارب أفعالهم كلما خرج قرن منهم قطع حتى يخرج في عراضهم الدجال والدعاة من أولى الناس في التحذير من هذه الفتنة على وجه الخصوص لمعرفتهم حين إقبالها وإدبارها، ومعرفتهم من خلال السنّة النبوية صفاتهم وأعمالهم. وأردف فضيلته يقول: هؤلاء الخوارج يزعمون بالمطالبة بالحق وتحكيم القرآن والجهاد في سبيل الله وإقامة الدولة الإسلامية والخلافة الإسلامية، وهم أهل باطل وكذب قتلوا علياً رضى الله عنه وأهل الإيمان، فهم يقتلون أهل الإيمان ويدعون أهل الأوثان ويمثلون بقتلاهم، وهاهم اليوم يظهرون بأبشع صور الخوارج يذبحون الناس كذبح الشياه ويقتلون بالتهمة والمخالفة لمذهبهم الفاسد ويفسدون في الأرض ولا يصلحون . ونبّه الشيخ الطريم إلى خطر هؤلاء، وعدم الاغترار بأقوالهم ، وأفعالهم، وقال: إنّ بعض الدعاة والعامة قد يغترّون بدعواهم الباطلة وحسن كلامهم وغلوِّ عبادتهم وصورهم، ثم يقفون معهم سراً أو علانية أو سكوتاً ومجاملة أو رضى وموافقة، بل احذروهم وحذّروا منهم وجاهدوهم واكشفوا شبهاتهم وبينوا مذهب أهل السنّة والجماعة والسّلف الصالح، وأنهم ليسوا منه في شيء حتى لو استدلوا بالكتاب والسنّة وبعض كلام السّلف، إنهم أهل تأويل وباطل وجهل، فليس فيهم عالم معتبر ولا فقيه مجتهد.