قرأت مقال الأخ فهد بن جليد بعنوان الحج سلفي؛ ويقصد التصوير السلفي؛ والذي نشر في 16ذي الحجة 1435 من الهجرة؛ حيث تناول التصوير في الحج؛ وتعليقاً عليه أقول:
وقوف الحاج للتصوير أثناء وجوده في المشاعر يؤذي من يمر بجواره؛ ولا يمكن طلب التوقف عن صيد المواقف؛ ولكن لا يمكن السكوت على الوقوف بلا مبرر نافع للجميع؛ فالحراسة في الجمرات تتولى زجر الحجاج عن الوقوف وتطلب التحرك.
تناول الأخ فهد أخطاء الحج؛ وأقول له: صحيح نحن لا نقبل التركيز على الخطأ وتضخيمه؛ وأيضاً لا يقبل المنصف التغاضي عن الملاحظات؛ فالحج لم ينجح إلا بعد تصحيح أوضاع كانت تعيق نجاح الحج.
ولا اعتقد بأن النقد مرفوض بحد ذاته؛ لكن التجريح لا أحد يستسيغه؛ والنقد البناء هو من يقدّم أفكاراً تعالج مشكلة شعر بها؛ سواء في الحج أو غيره؛ وقد تكون هينة أو تحتاج لجهود جبارة لمعالجتها؛ وقد يكون الناقد غير موفّق؛ فيحتاج لحوار حتى يستوعب الصواب.
الحج ناحج مهما قيل؛ ونقد الجهود فقط والتغاضي عن أخطاء الحجاج؛ والمتخلفين والمفترشين يحتاج لمعالجة ثقافية وإعلامية.
تعطّل القطار لمدة دقيقة واحدة يسبب إزعاجاً لكافة الحجاج؛ وللمسؤول أيضاً؛ بينما التركيز على تضخيم مشكلة قطار المشاعر دون ذكر العلاج والحل مشكلة أخرى؛ والتوسط مطلب الجميع.
أغلب من ينتقد الحج يركز على ما يقوله الناس؛ كحالة الأمعة؛ لكن ليست المشكلة في قطار المشاعر إذا توقف لسبب قاهر؛ بل هناك ما هو سبب مضاف؛ ودراسة الأسباب كافة تدلنا على الصواب.
ولذات النقد البناء؛ ولكي نركز على أخطاء الحجاج دون تجريح وعلى إدارة حملات الحج ذاتها؛ إذ الأجهزة الحكومية لم تقصّر؛ فإني أقول: تتعامل بعض حملات الحج وبعض المطوفين مع الحجاج تعاملاً قديماً؛ عفا عليه الزمن؛ حيث الصنادق والأحواش والبلاكاش والشبوك والخيام المؤقتة.
تسليم المواقع للحملات يتم قبل موسم الحج؛ وتجد الأشجار وسط الخيام؛ بينما الحجاج بحاجة لتحويل عرفات لمكان فسيح؛ ومقسم بمربعات مفتوحة ومكيفة؛ وممرات منظمة ومدروسة علمياً؛ تضبط تدفق الجموع للقطار.
وكما هو حال مراوح الجمرات؛ فعرفات ومزدلفة بحاجة لمثلها.
تحويل عرفات ومزدلفة لما يشبه الحدائق؛ وتنظيم زراعة الأشجار فيها؛ وتحديد مسارات للعجزة؛ وتفويج الحجاج آلياً؛ يغني عن الشبوك والأحواش والأبواب الحديدية والبلاستيكية.
يمكن الاعتماد على أبواب زجاجية؛ تفتح آلياً؛ واستخدام سيارات مصنّعة خصيصاً للمشاعر؛ ومنع الباصات؛ وتصميم شوارع تتحرك آلياً؛ وممرات ملتوية تمنع الازدحام والتدافع؛ مع إلغاء جميع رايات المطوفين.
مقطورة القطار المرتفعة؛ تعيق الحركة وتحتاج لدراسة؛ ومقطورة القطار سبب واضح لتدافع الرايات حول المنافذ لتلك المقطورة؛ حيث صعوبة الصعود والنزول؛ عبر ممرات لا تستوعب الأعداد؛ أما القطار فلا ذنب له مقابل ما قبله من حركة وإجراءات.
رايات وأعلام المطوفين وحملات الحج؛ وأسلوب هيا بنا للقطار؛ دون تقسيم لدفعات الحجاج؛ يعيق حركة الحجاج
وليس القطار.
كان الحجاج يعانون من الجمرات؛ فتم تطويرها لسنوات قادمة؛ والمسجد الحرام لم يعد كافياً وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لم يقصّر في توسعته؛ ولن تقف جهود ولاة الأمر على تطوير ولن يعجزوا عن ضبط الحج عاماً بعد عام؛ ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.
وبكل وضوح أقول: أغلب حملات الحج لم تواكب التطور؛ والمنتظر إحصاء تجارب الحملات الناحجة؛ والتي تؤمن بإدارة الأزمات؛ فالأجهزة الحكومية ليست المسؤولة بمفردها.
الاعتماد على الآراء دون دراسة علمية غير مقبول؛ ولذا أقول في الختام؛ لا أجزم بقوة بصحة ما كتبت؛ ولكنه رأي قابل للصواب والخطأ؛ وفّق الله الجميع لما يحب ويرضى.