إشارة لما كتبه الأخ (إبراهيم ابن سعد الماجد بالجزيرة يوم الـ 12 من ذي الحجة 1435هـ) بعنوان: (اللجنة الوطنية المكافحة بالتوعية) وذكر في ثنايا مقالته أهداف اللجنة ودورها الوطني المنشود وبارك اختيار الخبير الدولي الأمين العام الأستاذ عبدالإله الشريف.. وفي هذه المناسبة الهامة التي تعتبر نقطة تحول في قضية القضاء على آفة المخدرات بكل أشكالها وصورها وتخليص شبابنا ومخرجاتنا من خطر المخدرات وويلاتها التي بدأت تؤرقنا وهي هاجس لا يغيب عن صاحب القرار سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز -حفظه الله- رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وصدر أمر سموه الكريم بتعيين الأستاذ عبدالإله الشريف أميناً عاما للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات فليس أفضل من أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
فالأعمال تتباين من حيث السهولة والتعقيد كذلك يختلف الأشخاص فيما بينهم من ناحية المؤهلات والقوى العقلية والبدنية أو أسلوب الأداء، حيث إن الأعمال متفاوتة فيما تحتاج إليه من قدرات وإمكانيات ومواهب، تتطلب عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والمناسب والعملي أن يكون المؤدي لها يملك القدرة التي تناسبها وتلاؤمها، إضافة إلى امتلاكه مهارة التأثير بالآخرين من أجل تحقيق أهداف وزارته أو إدارته، ولأن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات هي بمثابة الدواة التي يغمس فيها قلم هذه الوطن.. لما لها من أهمية كبيرة وتأثير كبير في القضاء على آفة هذا العصر (المخدرات) وانتشال مستقبل شبابه ليكونوا على أرض صلبة لا تميد بهم ولا بمستقبلهم ومستقبل وطنهم فقد كان سعادة الأمين العام الخبير الدولي بالأمم المتحدة هو الأقرب إلى هذه المهمة الجسمية حتى جاء التكريم الأكبر بتعيينه أميناً عاماً للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وما زال ينتظر من سعادة الأمين العام الكثير والكثير ولاسيما أن المهمة تحتاج إلى مزيد من الجهد إذا أدركنا أن انتشار المخدرات قد تضاعف عدده عشر مرات مقارنة بالسنوات الماضية.. وهو يعلم أن المصائب التي أمامه في عمله الجديد لن تستمر كما هي.. فإما أن تتضاءل.. وإما إنها ستكبر.
إن مناسبة الشخص لوظيفة معينة تنطبق على كل مستويات العمل وعلى مختلف أنواع الأشخاص، فتبدأ من أعلى المناصب في الدولة ولغاية أقل الأعمال شأناً في المجتمع، فليس من المعقول أن يتقلد الجاهل مقاليد الأمور والحكم ليتحكم بمصائر العاملين والموظفين بلا أدنى خبرة بكيفية تسيير أمورهم وتنفيذ الأوامر والتعليمات والمرئيات وتطلعات ولاة الأمر يحفظهم الله، وليس من المعقول أيضاً أن يوضع العالم في وظيفة حقيرة لا تليق بعلمه وحكمته ورجاحة عقله وقد حث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وذلك مراعاةً لظروف الحياة والعمل ومتطلباته وقدرات الفرد وإمكانياته، وقد انعكس ذلك فيما بعد على نجاح رسالته للناس، وحين ابتعد الناس عن هديه سارت الأمور إلى الخراب والاستئثار بالحكم والقضاء دون علم أو حكمة ولهذا فقد كان من الإستراتيجيات التي تعمل عليها وزارة الداخلية بالذات هي إستراتيجية وضع الشخص المناسب في المكان المناسب فقد بينت التجارب الكثيرة في القطاعات والمؤسسات الحكومية والأهلية أن العديد من الانتكاسات والمشاكل في العمل كان سببها سوء إدارة العمل وضعف القرار المتخذ وعدم الخبرة في التعامل مع الآخرين مهما كانت صفاتهم وهذا الأمر لا يعود إلى وجود مشكلة أو خلل في الوظيفة أو العمل فحسب، بل لأن هناك خللاً في عدم قدرة من يديرها ويتحمل مسؤوليتها.. إن تطبيق قاعدة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب لا تشمل فقط المناصب العليا القيادية في الوزارات والقطاعات والإدارات بل أنها تتوافق مع كل مستويات الوظائف الموجودة، فإن تنظيم هيكل الوظائف يعتمد على وجود مواصفات فنية أو علمية لكل مستوى من هذه الوظائف والوظائف التي تعتمد على الحنكة والحكمة والفذلكة الإدارية والقوة الذهنية والجانب الفكري والعقلي توضع الشروط فيها لقبول العاملين الذين حصلوا على شهادات علمية وأكاديمية ومؤهلين وتقع مهمة وضع الشخص المناسب في المكان المناسب على عاتق أصحاب الصلاحية والقرار، حيث تترتب من خلال عمليات متسلسلة تقوم بها هذه الإدارة من عملية التخطيط والتنظيم إلى التوظيف والتعيين والتكليف وعدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب يؤدي إلى فقدان أصحاب الموهبة والكفاءة والتبذير في الوقت والمال وإهدار في الإمكانيات والخبرات وسوء استغلال الطاقات وفقدان القدرة التنافسية للوزارة أو القطاع أو الإدارة المستهدفة وانخفاالإنتاجية فيها. والحديث عن عبدالإله الشريف حديث ذو شجون مليء بالتفاؤل ومكتظ بالأمل ومشحون بالتجربة الكبيرة لهذا الرجل.
فأحلام الأمين الجديد.. لا تتوقف عند موقع أو مكان أو حد معين لأنه يؤمن إيماناً تاماً أن (جوهر المحارب ليس في كمٍ من السلاح يملك في يده.. وإنما كم نجمةٍ في السماء يريد أن يصطاد)! وأبو فيصل يتمتع ببساطة ورحابة في الصدر ودماثة في الأخلاق وسياسية الباب المفتوح مع الجميع جميع الناس وفوق ذلك إن الأستاذ عبدالإله الشريف متمخض من رحم مكافحة المخدرات منذ عقدين كاملين وقد نهل من المعارف والخبرات الشيء الذي يطول سرده وذكره وهو الخبير الدولي بالأمم المتحدة في مكافحة المخدرات وهو مؤسس الإدارة العامة للشؤون الوقائية وهذا الأمر الذي جعل سيدي صاحب السمو الملكي وزير الداخلية رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات الأمير محمد بن نايف -يحفظه الله- يصدر أمره الكريم بتعيين الأستاذ عبدالإله الشريف أميناً عاماً للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
* (عبدالإله) استغل وقته وخبرته الطويلة التي تكونت وكونت شبكة متينة من العلاقات والدبلوماسية قولاً وفعلا ً.
* و (أبوفيصل) يُدرك أن الثمن لوصول النجوم غالياً.. وغالياً جداً ولاسيما حينما تكون البدايات بالقضاء على آفة المخدرات بالوقاية والتوعية والتثقيف والآن بالإستراتيجيات والدراسات الدقيقة والتخطيط العالي للوصول إلى وطن آمن بلا مخدرات.
* وبحكم قربي من سعادته.. فإنني أعرفه جيداً حينما يواجه مشكله فإنه يدور أمامها حتى يجد ثغرة في الباب المسدود ليدخل منه لها ويحلها تماماً.
* ونحن نثق بأنك عندما ترى ثقباً في نافذة (ربما يكون في حجم رأس الدبوس).. فإنك ستحترمه ولا تسخر منه لأنك تعلم أن هذا الثقب الصغير طاقة النجاة لك ولمن حولك.. فقد يدخل منه شعاع صغير ترى على هديه طريقك في الظلام.