شددت أستاذة علم النفس المشارك بجامعة الملك خالد الدكتورة بشرى إسماعيل، على أهمية دور الجامعات، والمدارس في تقديم يد المساعدة للطلاب، والطالبات من أجل التغلب على مشكلات التحصيل العلمي.
مؤكدة أن نفسية الطلاب تلعب دوراً مهما في تحديد قدراتهم على التحصيل العلمي بشكل مميز، وقالت: «موضوع التحصيل العلمي يشكل أهمية كبرى كونه الطريق الإجباري لاختيار مهنة المستقبل، والمكانة الاجتماعية التي من الممكن أن يحتلها الفرد في المجتمع» .
كما ذكرت أن مستوى التحصيل يتحدد بمجموعة عوامل متداخلة منها، العوامل التربوية، والاقتصادية والاجتماعية، والأسرية، والثقافية، والنفسية، وأن نفسية الطالب تلعب دورا كبيرا بحسب ما توصلت له نتائج الدراسات العلمية، التي كشفت أن المهارات الاجتماعية ومفهوم الطالب عن ذاته، ومستوى الطموح، والثقة بالنفس، والأمن النفسي، والسمات الشخصية للطالب، والفعالية، أو الكفاءة الذاتية، ومستوى الدافعية، وعلاقة الطالب بالمعلم، وبالوالدين، ومستوى التوافق النفسي، أوالصحة النفسية للطالب، وكذلك خصائص البيئة الأسرية التي لها إما إيجابي أوسلبي، والتي تشكل دوراً مهما في التحصيل الدراسي .
وبينت أن التقدم في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والتطورات المعاصرة التي فرضت نفسها في مختلف مجالات الحياة، تسببت في تضاعف المعرفة كما أدت إلى حدوث تغيرات في المنظومة التعليمية، وفي نمط حياة الطلاب، وعلاقاتهم الإجتماعية، وأهدافهم وأولوياتهم حيث اختلفت طرق تعاملهم مع الواجبات والمهام الدراسية وتغير دور الطالب عن ذي قبل مما أدى إلى ظهور كثير من المعوقات الأكاديمية، كنقص مستوى الدافعية للتعلم والتلكؤ الأكاديمي، وقلق الاختبارات، والتسرب الدراسي، والتأخر الدراسي، مما يؤدي إلى استنزاف طاقات وجهود الدولة وميزانيات التعليم ومن ثم ضعف مستوى الكفاءة الداخلية لقطاع التربية والتعليم رغم الجهود المبذولة فيه.
واعتبرت أن موضوع التحصيل الدراسي يشكل أهمية كبيرة في حياة الطالب ليس فقط من أجل تجاوز المراحل الدراسية بنجاح، بل أيضاً لاعتباره الطريق الإجباري الوحيد لاختيار مهنة المستقبل وتحديد الدور الاجتماعي والمكانة الاجتماعية التي يحتلها الفرد في مجتمعه.
وأشارت في حديثها أن التحصيل الدراسي يعني المجموع العام لدرجات التلميذ في كافة المواد الدراسية، أو درجة الاكتساب التي يحققها الشخص، بالإضافة إلى مستوى النجاح الذي يصل إليه في مادة دراسية أو مجال تعليمه, وهو كل أداء يقوم به الطالب في الموضوعات المدرسية المختلفة والذي يمكن إخضاعه للقياس عن طريق درجات اختبار وتقديرات المدرسين أو كليهما.
كما أوضحت أن الطالب الذي يعاني من نقص في الكفاءة الاجتماعية ، أو ضعف في مهارات تكوين علاقات جيدة بالآخرين قد يكون مستوى تحصيله منخفض لسوء علاقاته بأصدقائه، ومعلمه، أو والديه، وبالآخرين المحيطين به، كذلك بسبب مفهوم الطالب السلبي عن نفسه، والتي تؤدي به إلى انخفاض تقديره لذاته، وثقته في نفسه مما ينعكس على قدرته لضبط سلوكه، والتحكم فيه، بحيث تتكون لديه أفكار غير منطقية حول الدراسة مثل التهوين، أوالتهويل، ويتدنى بذلك نتيجة مستوى شعوره بالأمن، كما ينخفض توافقه النفسي، والاجتماعي، وكذلك الدراسي، ويعاني من المشكلات المرتبطة بالتحصيل الدراسي فقد يترسب، أويتلكأ أكاديمياً، وبالتالي يزداد معدل الهدر الأكاديمي. كما أن الخلافات الأسرية، والعنف الأسري الذي يمارس ضد الطالب من والديه، بالإضافة إلى التفكك الأسري الذي يكون بسبب وفاة أحد الوالدين، أو كليهما، أو بالطلاق، أو سفر أحد الوالدين، والحرمان العاطفي يؤدي بدورة إلى مشكلات دراسية للأبناء، أو ضعف مستوى تحصيلهم.
وقالت: هناك الكثير من المشكلات والاضطرابات النفسية التي تقف خلف مشكلة ضعف التحصيل الدراسي كالعدوان، والكذب، والتمرد، والعناد، واضطرابات المزاج كالقلق، والاكتئاب، واضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية، أو اضطراب فرط الأكل، واضطراب نقص الانتباه، وفرط الحركة، والنشاط، صعوبات التعلم واضطراباته، وإضطراب السلوك المعادي للمجتمع (السيكوباتي)، وتعاطي المخدرات، وفرط، وسوء استخدام شبكات التواصل الاجتماعي.