بدأت أمس في دولة الكويت أعمال الاجتماع الثاني والعشرين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، برئاسة معالي الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في دولة الكويت. ورأس وفد الممكة العربية السعودية معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، فيما ضم الوفد معالي نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر، ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المهندس صالح المغيليث. وفي بداية الاجتماع ألقى معالي الشيخ سلمان الحمود الصباح، كلمة قال فيها إن هذا الاجتماع يأتي في ظل تحديات وتطورات إقليمية ودولية متلاحقة ومتسارعة على المستويين السياسي والأمني، تفرض على دول الخليج توظيف إعلامها التوظيف الأمثل، من خلال رؤية ورسالة إعلامية خليجية واحدة، لتأكيد وحدة المصير والهدف المشترك، ووسطية الدين و المنهج الإسلامي، للحفاظ على أمن واستقرار دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي، وصيانة وحدته. ودعا معاليه إلى نبذ الدعوات المحرضة على العدواة أو الكراهية الطائفية أو الدينية أو العنصرية، ومواجهة التطرف والإرهاب، معبرا عن أمله في أن يخرج الاجتماع بتوصيات تصب في صالح تعزيز مسيرة العمل الإعلامي المشترك بين دول الخليج، وتوحيد الرؤى الخليجية في مجال الإعلام تجاه القضايا المتعلقة بمصير كيان دول الخليج. ثم ألقى الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي خالد الغساني، كلمة استعرض فيها مجمل النقاط التي سيبحثها وزراء الإعلام الخليجيون في اجتماعهم، ومن ذلك قرار قمة الكويت الرابعة والثلاثين التي عقدت في الكويت في شهر ديسمبر عام 2013م المتعلقة بشأن تقويم الاستراتيجية الإعلامية الشاملة التي قامت بها الهيئة الاستشارية لتؤكد على أهمية التنسيق بين دول المجلس في مواجهة الإعلام المضاد الذي يستهدف تشويه الحقائق وبث الأكاذيب وشن الادعاءات والمغالطات عبر حملات مستمرة غرضها تلويث صورة المجتمعات الخليجية. بعد ذلك ألقت معالي وزيرة الدولة لشؤون الإعلام بمملكة البحرين الأستاذة سميرة رجب كلمة قالت فيها : إنه لم يعد ينظر للإعلام في مفهومه التقليدي الضيق، مجرد وسائل اتصال تقوم بوظيفة مجتمعية في إيصال الأخبار والمعلومات لأفراد المجتمبعمليات التوعوية والتثقيف، بل أصبحت في واقع الأمر الأدوات الأساسية الجديدة التي تقف جنبا إلى جنب مع الجيوش، وفي بعض الأحيان نسبقها للتحضير لخوض المعارك في مختلف أنواعها السياسية، والاقتصادية، والثقافية. ودعت معاليها إلى أهمية النظر في كيفية التعامل مع مسألة حرية الرأي والتعبير عبر آليات تنظيم ممارستها من خلال وسائل الإعلام وعبر شبكات التواصل الاجتماعي، للخروج برؤية واضحة تساعد دول الخليج على وضع الاستراتيجية المناسبة لمجابهة الضغط الدولي الموجه ضد بلدان الخليج بصورة مجحفة. وأكدت أهمية السعي إلى عدم الحياد عن المعايير الدولية والخيارات التشريعية المتفق عليها دوليا في عملية تنظيم الإعلام ، وتصحيح صورة المواطن العربي الخليجي في وسائل الإعلام الغربية التي أصبحت ملتصقة بالإرهاب، من خلال مضاعفة وسائل الإعلام الخليجية جهودها لإبراز هذه المغالطات، ووضع هذا الموضوع في إطاره الصحيح. بعد ذلك بدأت الجلسة المغلقة للاجتماع التي سيناقش خلالها وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي محضر اجتماع وكلاء وزراء الإعلام، والتوصيات التي رفعت لإقرارها من قِبلهم.