أكد الدكتور لي جونغ شيون رئيس ومؤسس جمعية الصداقة السعودية - الكورية، عمق العلاقات التاريخية التي تربط بلاده بالمملكة، لافتا إلى أن تاريخ العلاقات بين كوريا والمملكة العربية السعودية يعود إلى القرن الخامس الميلادي، عندما قدم التجار العرب إلى كوريا عبر البر والبحر فيما عرف بطريق الحرير، وظلت الدولتان منذ ذلك التاريخ، من الناحية الجغرافية، بوابة التواصل بين أوروبا وإفريقيا وآسيا. ونوه شيون الذي كان يتحدث خلال زيارته مقر صحيفة الجزيرة، حيث استقبله الزميل فهد بن عبد الله العجلان نائب رئيس التحرير، وذلك في إطار زيارته الحالية للمملكة بهدف التحضير لمنتدى الأعمال السعودي - الكوري الذي ينعقد من 29 - 31 أكتوبر 2014م في مدينة سيول في كوريا، بأن العلاقة بين الدولتين تدخل الآن مرحلة جديدة بفضل التطورات الكبيرة في مجال الاتصالات في هذا العصر الرقمي الذي تسهم فيه كوريا بنصيب وافر بما تؤديه من دور هائل في تطوير البنية التحتية لتقنية المعلومات.
وقال لي جونغ شيون: يعرف عن المملكة بأنها قبلة العالم الإسلامي ومقر منظمة التعاون الإسلامي، التي تتألف عضويتها من 57 دولة تضم في جنباتها بليونا وثمانمائة ألف من البشر منتشرون في أنحاء العالم المختلفة، يضاف إلى ذلك مساحة المملكة الجغرافية التي تبلغ عشرة أضعاف مساحة شبه الجزيرة الكورية، وثراؤها بالموارد الطبيعية الذي يضعها ضمن أقوى الاقتصادات على مستوى العالم.
أما كوريا، بتاريخها الممتد إلى 5000 عام، فهي دولة تأسست على مبادئ الاحترام المتبادل وحقوق الإنسان، ولذلك فهي لم تغز أي دولة طوال تاريخها، بل عوضا عن ذلك تعرضت للغزو عدة مرات عبر تاريخها الطويل. وكان رجال كوريا في الماضي يلبسون الملابس البيضاء، بينما لبست النساء ما عرف لديهم باسم «الهانبوك»، وهو رداء يغطي كل جسد المرأة، تماما كما هو الحال الآن في المملكة. وحيث إنها استطاعت تحقيق هذه القفزة التنموية الهائلة في فترة وجيزة، وأصبحت بذلك إحدى أقوى عشر اقتصادات على مستوى العالم، فإن المملكة تضع في أولوياتها التعلم منها كيف استطاعت تحقيق هذه النقلة.
وقدم لي جونغ شيون نبذة تاريخية عن جمعية الصداقة السعودية - الكورية فقال: «في يونيو 2004م تسلمت الجمعية موافقة وزارة الخارجية الكورية على تسجيلها رسميا ضمن المنظمات العاملة بالدولة. وفي عام 2005م بدأ التبادل الثقافي بين البلدين من خلال التبادل الرياضي، حيث تمكنت الجمعية من تشكيل فرقة تألفت من 200 مشجع لتوفير الدعم للفريق السعودي لكرة القدم لدى لقائه بالفريق الكوري في المباراة التمهيدية التي جرت بينهما ضمن مباريات التنافس على المقاعد الآسيوية للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي أجريت في ألمانيا في عام 2006م، وقد أسهمت الفرقة بدور كبير في تشجيع الفريق بإعداد الإعلام الوطنية والقمصان واللافتات التي حملت شعار الأخضر، وفي نفس العام شاركت الجمعية في دعم أنشطة أعضاء مجلس الشورى وتلقت دعوة لزيارة كوريا من المجلس الوطني الكوري، وفي عام 2006م عقد السمنار التعريفي السعودي الذي دعت إليه الدكتور محمد عثمان، الحاصل على المواطنة الشرفية لمدنية سيول في عام 1976م، لإلقاء كلمة حول العلاقات السعودية - الكورية، وفي عام 2007م، أسست الجمعية برنامج التبادل الثقافي بين البلدين، وأقامت معرض الفنون السعودية في سيول، الذي دعي إليه 4 فنانين سعوديين، بمن فيهم الأميرة نوف، إلى كوريا لعرض نماذج من الفن السعودي للجمهور الكوري، إضافة إلى مشاركة لفيف من أهل الفن من كلتا الدولتين في الحفل الافتتاحي للمعرض، وفي نفس العام دشنت الجمعية موقعها الإلكتروني على الإنترنت (www.koreasaudi.com) لنشر الأخبار والمقالات للراغبين في بدء الأنشطة التجارية مع المملكة العربية السعودية، وفي عام 2008م تم التوقيع على مذكرة تفاهم مع مجموعة الطيار لتنشيط الرحلات الجوية والتبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى التفكير في إنشاء قسم للغة الكورية في جامعة الملك سعود لتعزيز التبادل التعليمي بين البلدين، وفي عام 2009م تركز الاهتمام أكثر على الجانب التعليمي بإقامة برامج تعليمية بالتعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الأمير سلطان وجامعة الملك سعود. وفي نفس العام تلقى البروفيسور يونغ جيل شوي، الاستاذ بجامعة ميونغ جي بكوريا، جائزة الملك عبد الله للترجمة، وفي عام 2010م قدمت الجمعية محاضرة ضمن فعاليات برنامج ثقافي أقيم بمستشفى سامسونغ بكوريا، وفي عام 2011م بدأت الجمعية بث نشرة إخبارية رقمية نصف شهرية باللغة الإنجليزية لتوفيأحدث المعلومات عن توجهات السوق السعودية وتزويد رجال الأعمال بالمعلومات التي تساعدهم على إنجاز أعمالهم في السعودية، وفي عام 2012م بدأت كوريا برنامجا لنقل التقنية دعما للمملكة وربطها تقنيا بكل من كوريا واليابان وسنغافورة، وفي عام 2013م اتسع حجم التبادل الثنائي بين البلدين، بدعم من الجمعية، ليشمل عددا من المجالات الصناعية والزراعية والطبية والإنشائية وغيرها.
وفي هذا العام بدأ التفاكر حول عقد «منتدى الأعمال السعودي - الكوري»، وتوج ذلك بتحديد موعد لعقد المنتدى بين التاسع والعشرين والحادي والثلاثين من أكتوبر الجاري بفندق إنتركونتننتال بالعاصمة الكورية سيول، بدعم كبير من الحكومة السعودية ورعاة المنتدى».
وأعرب لي جونغ شيون عن أمل الجمعية أن يسهم المنتدى في دفع الشركات الكورية للاستفادة من الفرص الكبيرة التي تتيحها السوق السعودية وتبدأ بذلك مرحلة جديدة من التطور الاقتصادي في البلدين.
وفي سياق حديثه عن الجمعية قال لي جونغ شيون إن 5 ملايين كوري خلال 51 عاما من بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، زاروا المملكة العربية السعودية، وخلال هذه الفترة اكتسب اسم المملكة العربية السعودية مكانة كبيرة في أوساط الشعب الكوري، وخاصة في سبعينيات القرن الماضي عندما بدأت الطفرة العمرانية في المملكة، وأدى ذلك إلى حضور 200 ألف عامل كوري إلى المملكة للإسهام بقوة في إنجاز مشروعات البنى التحتية التي بدأتها المملكة في ذلك التاريخ، منوها بأن جمعية الصداقة السعودية - الكورية منظمة غير ربحية مسجلة لدى وزارة الخارجية الكورية وتأسست في العام 2004م بدعم من المحبين للمملكة العربية السعودية في كوريا. وأضاف: منذ ذلك التاريخ أسهمت الجمعية بدور كبير في توثيق الصلة بين البلدين بإقامة المعارض الفنية، وعقد اللقاءات التعريفية عن المملكة، وتوفير الدعم للفريق السعودي لكرة القدم، ودعم طلبات الحصول على تأشيرات الدخول لكل من البلدين وغيرها من الأنشطة، كذلك بدأت الجمعية بث «نشرة الأخبار السعودية - الكورية»، وهي نشرة رقمية نصف شهرية بدأت الجمعية بثها، بموافقة كريمة من الحكومة السعودية، عند عقد قمة دول العشرين بمدينة سيول في عام 2010م، وبثت الجمعية في موقعها حتى اليوم عددها الثاني والعشرين من النشرة التي توزع أيضاً عبر البريد الإلكتروني لأكثر من 4000 مشترك.
وأردف لي جونغ شيون: «تنشر الجمعية أيضاً مقالات تقدم من خلالها معلومات دقيقة عن السوق السعودية لرجال الأعمال، وذلك بالتعاون مع صحيفتي «أراب نيوز» و»كوريا هيرالد». وإضافة إلى ذلك يقدم الموقع الإلكتروني للجمعية (www.koreasaudi.com) معلومات أساسية متنوعة عن السياسات الحكومية والحركة التجارية بين البلدين وغيرها، ويحظى الموقع الآن بزيارة ألف شخص يوميا، ما رفع عدد زائري الموقع منذ إنشائه في عام 2007م إلى أكثر من مليون شخص، حيث تشعر الجمعية بأهمية دورها في توثيق الصلة بين البلدين، وفي هذا العام الذي تحتفل فيه الجمعية بالذكرى العاشرة لإنشائها تأمل الجمعية في أن تؤدي جهودها إلى المزيد من التطور في مجال التبادل التجاري والثقافي بين البلدين».
ولفت رئيس جمعية الصداقة السعودية - الكورية إلى أنه خدم الحكومة الكورية لفترة 31 عاما، بنى خلالها علاقات خاصة مع الدول العربية مستفيدا من عمله بالسفارة الكورية في كل من الأردن والمملكة العربية السعودية. وقبل عمله في المنطقة العربية، كما تناول مساهمته في أواخر ثمانينيات القرن الماضي في بناء علاقات دبلوماسية مع المعسكر الشيوعي، في فترة شهدت كوريا خلالها بدايات التقارب مع 15 دولة منتمية إلى المعسكر الشيوعي، بما في ذلك الصين وروسيا. موضحا أنه ومن خلال جمعية الصداقة السعودية - الكورية التي أسسها في عام 2004م، أدى دورا كبيرا في توطيد وشائج التبادل التجاري والثقافي بين البلدين.
منتدى الأعمال السعودي - الكوري.. بحث آفاق وفرص الاستثمار
يسعى منتدى الاستثمار السعودي - الكوري الذي ينطلق في 29 - 31 أكتوبر 2014م في العاصمة الكورية سيول إلى ابتكار آفاق للاستثمار المباشر في البلدين، والبحث عن فرص استثمار جديدة في كل من البلدين، وتطوير المجتمع القائم على المعرفة في البلدين، والبحث عن إمكانات إقامة مشروعات تجارية وصناعية مستدامة، تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة لإنشاء علاقات عمل وطيدة في البلدين، واقتراح مبادرات فعالة لإنشاء تحالف استراتيجي بين البلدين في مجال الأعمال، ويهدف القائمون على المنتدى من رجال الأعمال إلى أن يكون المنتدى ساحة للحوار المفتوح بين كل المهتمين بالقطاعين التجاري والصناعي في كل من البلدين. وتشمل رؤية المؤتمر تعزيز وتطوير علاقات العمل الاستراتيجية بين كل من جمهورية كوريا والمملكة العربية السعودية والإسهام في رسم تصور واضح عن بيئة الأعمال في البلدين.
ويلتزم هذا المنتدى بتوفير المعلومات عن أحدث التطورات وفرص الاستثمار في السوقين السعودي والكوري، إضافة إلى تناول الإصلاحات الحكومية وأحدث الحقائق والأرقام فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين البلدين. كذلك سيتناول المنتدى بالحوار المبادرات الفعالة لوضع أسس متينة للشراكة المبنية على الاحترام والتعاون بين البلدين.
حيث يتحدث في الجلسة الأولى الدكتور شوي كيونغهوان، نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، والدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور سون هيونغ شانغ، رئيس جامعة هاندونغ
وإن يونغ لي، مدير عام سامسونغ، والدكتور عبد الرحمن السعيد المستشار بالديوان الملكي، إضافة إلى متحدثين آخرين من الجانب الكوري، كما يتحدث في المنتدى المهندس عبد اللطيف العثمان، محافظ الهيئة السعودية للاستثمار، والرئيس التنفيذي لسامسونغ، ورئيس الغرفة التجارية الكورية، في حين يتمحور الموضوع الرئيسي حول الاستثمار في مجال التعاون الاستراتيجي لصالح الأجيال المقبلة، ويتحدث حوله الدكتور توفيق الربيعة، وزير التجارة والصناعة السعودي، والدكتور سانغ جيك، وزير التجارة والصناعة الكوري.
وفي الجلسة الأولى سيتم تسليط الضوء على فرص التعاون التجاري والصناعي، ويترأس الجلسة: طلعت حافظ، الأمين العام للجنة الوعي الإعلامي والمصرفي للبنوك السعودية، أما المتحدثون فهم
المهندس محمد الماضي، نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة سابك، وخالد السالم نائب رئيس مجموعة البلاستيك والتغليف، البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية والتجارية، ومازن بترجي، نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة.
أما الجلسة الثانية فستتناول برنامج التعاون المالي والمصرفي ويتحدث فيها الدكتور فهد عبد الله المبارك، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، ومحمد الشيخ، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة سوق المال، ومنصور الميمان نائب رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي، وعبد الرحمن الزامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية السعودية، ويونغمان بارك رئيس مجلس إدارة غرفة كوريا ورئيس مجموعة دوسان، فيما تستعرض الجلسة الثالثة الوضع الأفضل للتعاون في مجال الاتصالات ويتحدث فيها المهندس عبد الله الضراب رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والمهندس عبد العزيز الصغير، رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية، والدكتور يون جونغ لوك نائب وزير العلوم والخطة المستقبلية، ورئيس مجلس إدارة مجموعة كيه تي، والدكتور هيونغ نام كيم، رئيس معهد بحوث الإلكترونيات والاتصالات، أما الجلسة الرابعة فتتطرق إلى التفاهم المشترك في مجال الإنشاءات والخدمات الهندسية، ويتحدث فيها فهد الحمادي رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية، وحمد الشقاوي، رئيس الهيئة السعودية للمهندسين، وشوي سام كيو، رئيس الجمعية الكورية للإنشاءات، وشوي هون شوي، الرئيس التنفيذي لسامسونغ، جيون بارك، رئيس مجلس إدارة شركة دوسان، وسو هيون جونغ، الرئيس التنفيذي لهونداي، وتاي هيون هوانغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة بوسكو.
وتتناول الجلسة الخامسة الرعاية الصحية والموضوعات ذات الصلة ويتحدث فيها الدكتور يعقوب المزروع، أمين مجلس الخدمات الصحية، وزارة الصحة، وكيم سام ريانغ، المدير التنفيذي للهيئة الدولية للرعاية الصحية، وكانغ دايلك، نائب رئيس فريق المدن الذكية، سامسونغ، والدكتور سونغ جاي هون، رئيس مركز سامسونغ الطبي، وجونغ كيتيغ رئيس معهد تطوير الصناعة الصحية، في حين تستعرض الجلسة السادسة التعاون الثنائي في مجال الطاقة النظيفة في المستقبل، ويتحدث فيها: الدكتور هاشم يماني، رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة وزير البترول والموارد المعدنية السعودي، والدكتور عبد الله الشهري محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، والدكتور مون جاي دو، نائب وزير التجارة والصناعة والطاقة، وهوانيك شو رئيس المؤسسة الكورية للطاقة الكهربائية، وشو سيوك الرئيس التنفيذي للشركة الكورية للطاقة النووية والكهرومائية.
وتناقش الجلسة السابعة الاهتمامات البحثية والتطويرية، بمشاركة وزارتي التعليم العالي والعمل في البلدين، أما الجلسة الثامنة فتستهدف الرؤية المشتركة في مجال الاستثمار في الأودية الصناعية القائمة على المعرفة بمشاركة متحدثين من جامعة الملك سعود، جامعة الأميرة نورة، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، والدكتور سونغ مو كانغ، رئيس المعهد الكوري للعلوم والتقنية، والدكتور سون هيونغ شانغ، رئيس جامعة هادانغ، والدكتور سونغ ناك إن، رئيس جامعة سيول الوطني، الدكتور سنهاي هوانغ، رئيس جامعة سوكميونغ للمرأة، والدكتور جون يونغ كيم، رئيس جامعة سونغكونكوان، فيما تتناول الجلسة التاسعة التعاون في مجال المواصلات بين البلدين، بمشاركة وزارة المواصلات، والمؤسسة العامة للسكك الحديدية السعودية، ويو هوانغ كو، نائب وزير المواصلات الكوري، وشوي يون هاي، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الكورية للسكك الحديدية، ويونغ سون شين، رئيس هيئة المرور بكوريا، كيونغ شيول كيم، رئيس معهد المواصلات.