للأسف تعد ظاهرة التسول من الأمور الدخيلة على كثير من المجتمعات، ومع سباق الزمن امتدت هذه الظاهرة إلى أن أصبحت قضية، قد نقول عنها - وإن صح التعبير - قضية عالمية مثلها كمثل قضية الفقر التي ومع الأسلف لم تر النور أو إيجاد الحلول. ولقد تفشت ظاهرة التسول وانتشرت وبشكل سريع في الكثير من الدول حتى أصبحت - والعياذ بالله - مثل الوباء الذي يصعب السيطرة عليه، وها هي محافظة الخرج تعج بها قبيل الشهر الفضيل وأثناء أيام العيد، وقد تمتد إلى أجل غير مسمى بالكثير من المتسولين والمتسولات من فئة صغار السن من بنين وبنات ونساء مكتظات بسواد اللباس، فنراهم يقبعون عند الإشارات المرورية وعند الأسواق والمحلات التجارية، بل إن بعضهم أصبح لصيق أجهزة الصراف الآلي البنكية. لقد لوحظ هذا الأمر في محافظة الخرج وعلى نطاق واسع، ومع ذلك لم تتخذ أي تدابير أو إجراءات رسمية حيال ذلك.
لقد شوهت حضارة وواجهة تلك المحافظة بهؤلاء المتسولين الذين يستدرون عطف الناس بدعوات قد لا يفقهون معانيها، فمعظمهم - ومع الأسف - قد يكون دخيلاً على البلد وبطريقة قد تكون غير نظامية، وقد يكون مجهول الهوية ومع هذا وذاك الجهات المسؤولة لا تحرك ساكناً حيال هذا الأمر الذي يحمل في تبعاته الشيء الكثير والخطير، فهؤلاء المتسولون يعرضون أنفسهم لخطر الموت أمام الإشارات المرورية ولحرارة الشمس الحارقة من أجل حفنة من الريالات المعدودة التي قد يذهب ريعها - لا سمح الله - لأنشطة مشبوهة أو غير شرعية تحاك ضد بلادنا الغالية، لذلك أدعو حقيقة الجهات المختصة بالتصدي بشكل جدي وسريع لهذه الظاهرة والتي أصبحت قضية رأي عام وإيجاد الحلول الجذرية لها، فجمال المدن دليل على حرص وتعاون ساكنيها.