ظاهرة مقلقة جداً وهي لا تحتاج منا إلى بحث عنها واضحة للعيان وضوح الشمس في رابعة النهار.. لا يمكن أن تغيب عن ناظري كل عابري الطرق وفي الأسواق وحول المساجد وفي الحرمين الشريفين وعند إشارات المرور، وأخيراً شاهدناها بكثرة عند الصرافات الآلية؛ إنها ظاهرة مشينة ووجودها مقلق جداً للفرد والمجتمع وهي ظاهرة التسوّل إننا نرى العجب العجاب من فئات متنوّعة من المتسوّلين الذين يستعطفون الناس وأكثرهم من النساء والأطفال قد شاهدت قبل أيام وشاهد غيري كثير طفلة صغيرة جداً عند إحدى آلات الصرف في أول طريق الهجرة المتجه من المدينة إلى مكة وجدة لم أر معها أحداً يبدو أن من وضعها عند الصراف يراقبها عن بعد وهي تتعلّق بسيارة كل من أوقف سيارته ليصرف من الصراف قد أشفقت عليها لأنها كادت أن تندهس أمامنا أعيننا منظر مزر يعرضها للخطر ولدهس السيارات لا سمح الله.
ومن دون شك أن هناك من امتهن التسوّل واتخذه مصدراً ثابتاً للتكسّب «غير المشروع»، مستخدماً في ذلك كل الوسائل الممكنة بما في ذلك استغلال الأطفال، وذوي الإعاقة، والنساء. فيجب أولاً حصر أولئك المتسوّلين ومعرفة أصحاب الحاجة والفقراء فعلاً بعد عمل البحوث حول حالاتهم المادية والأسرية والإنفاق على المستحقين من الجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي، ومن ثم حصر من يستغل التسوّل ويعاقب بما يستحق ويجب أن يوضع حد للتسوّل ووضع عقوبات عليه تتناسب مع طبيعته وتتمثّل في السجن والغرامة، ومصادرة جميع الأموال المكتسبة لصالح الجمعيات الخيرية، ومتابعة الأجانب وإبعادهم ومنعهم من دخول المملكة، لأن ظاهرة التسوّل في تطور، وقد كشفت دراسة علمية حديثة أن ظاهرة التسوّل في المملكة العربية السعودية تشهد زيادة مستمرة وارتفاعاً مطرداً خلال السنوات الأخيرة، مرجعة الأسباب الرئيسية في بروز هذه الظاهرة إلى تزايد المتسلّلين عبر الحدود، والتخلّف بعد أداء الحج والعمرة، محذّرة في الوقت نفسه من آثاره السلبية على النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية.. يجب دعم هيئة مكافحة التسوّل بكل الإمكانات لأن الجهود المتبعة الآن جهود متواضعة ولو لم يجدوا الأمان لم يكثروا في كل الميادين غير مكترثين بوجود الهيئة، لذا لا بد من تكاتف المجتمع حتى يتم التغلب على هذه الظاهرة، هذا ما أردت توضيحه.. والله من وراء القصد.