نفذت وزارة الصحة بالتعاون مع معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى وكلية الطب في جامعة سيدني والمركز الوطني الأسترالي لأبحاث المناعة ومراقبة الأوبئة خلال وجود حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة من مومس حج هذا العام 1435 هـ بحثا طبيا لدراسة سبل الوقاية من الأمراض الصدرية المعدية في الحج، بمشاركة أكثر من مائتي باحث وباحثة من الأطباء والطبيبات وطلاب الكليات الطبية.
وبين المشرف على البحث الطبي الدكتور أسامه بارشيد أن البحث الطبي تم تنفيذه منذ صعود ضيوف الرحمن إلى منى يوم الثامن من ذي الحجة واستمر حتى نهاية أيام التشريق، حيث قام فريق البحث بزيارة الحجاج في خيامهم بمنى ومتابعة حالتهم الصحية يومياً إلى آخر أيام التشريق ومغادرة الحجاج، لافتا النظر إلى أن البحث هدف إلى دراسة أهم المسببات لانتشار العدوى التنفسية بين الحجاج في موسم الحج.
وأكد أن أهمية هذا البحث تأتي كونه يقام خلال موسم الحج الذي يجتمع فيه الملايين من المسلمين في مكان واحد وينتقلون سويا لأداء شعائر الحج وهذا التجمع والحشد البشري يحتاج إلى جهود عظيمة لحمايتها من أي خطر صحي ومن أكثر المشكلات الصحية انتشارا بين الحجاج هي الأمراض الصدرية المعدية التي قد تتسبب في بعض المضاعفات والمشكلات الصحية الأخرى وحيث إن الوقاية خير من العلاج ، فقد حرص الباحثون لدراسة الطرق العملية الممكنة للوقاية من انتشار الأمراض الصدرية المعدية ومنها لبس الكمامات وأخذ التطعيمات واللقاحات اللازمة تحت إشراف نخبة من الأطباء والاستشاريين في وزارة الصحة وكلية الطب بجامعة سيدني في استراليا والمركز الأسترالي الوطني لأبحاث المناعة ومراقبة الأوبئة.
وأفاد بأن البحث يتميز بأنه يبدأ بمتابعة صحة ضيوف الرحمن بشكل يومي منذ وصولهم لمكان إقامتهم في مخيماتهم بمنى في يوم التروية (الثامن من شهر ذي الحجة) وحتى مغادرتهم في آخر أيام التشريق، مشيرا إلى أنه من خلال هذه المتابعة اليومية لصحة الحجاج نستطيع معرفة وفهم طريقة انتشار الأمراض المعدية بشكل أكثر وضوحا ومعرفة أفضل الطرق والسبل للوقاية من الإصابة بها
وأوضح من جانبه الدكتور محمد بن حسن الفيلالي أحد المشاركين في البحث أن البحث حرص على تعزيز الوقاية من الأمراض ومفهوم البحث الطبي في موسم الحج مبينا أن من أكثر المشكلات الصحية المنتشرة بين الحجاج هي التهابات المجاري التنفسية فكانت هذه الدراسة لغرض تقليل نسب الحالات المعدية بإيجاد طرق عملية يمكن للحاج الأخذ بها للتمتع بصحة أفضل خلال رحلة الحج ومن هذه الوسائل التي نود معرفة أثرها كمامات الوجه وتطعيم الإنفلونزا، مشيرا إلى ان عدد الحجاج الذين تمت متابعة حالتهم الصحية بشكل يومي أكثر من 2500 حاج وحاجة طيلة أيام الحج، مؤكدا أن لنتائج هذا البحث أثرا مهما على صحة حجاج بيت الله تعالى في المواسم القادمة بل ويتعداه ليشمل كذلك الحشود والتجمعات البشرية الأخرى مثل المناسبات الرياضية والثقافية المختلفة مما يعزز من الدور الريادي للملكة في مجال طب الحشود والتجمعات البشرية.