في عصر التقنيات والأبحاث والدراسات وتسارع الدول الصناعية لإدخال مخرجات التعليم العصري الحديث في مجالات التنمية، وتطبيقها على أرض الواقع في البنى التحتية، وإنشاء وتطوير المدن، بات من اللازم مواكبة تلك النهضة العصرية للوصول إلى المستويات التنافسية العالمية في بناء وتطوير وتحديث المدن لتحقيق أفضل ما يمكن بذله للوطن الغالي وشعبه الكريم وزواره الكرام من أنحاء العالم.
إن مدينة الرياض بالنظر إلى مكانتها التاريخية والسياسية وكبر حجمها وكثافة سكانها وأهميتها الاقتصادية مؤهلة بكل جدارة إلى أن تنافس مثيلاتها في أنحاء العالم من حيث التطور والخدمات، والمظهر العصري الجذاب من حيث التخطيط بعيد النظر، والبنية التحتية الراسخة، وتنوع وجودة الخدمات المقدمة لقاطنيها.. وذلك ما نسعى إليه تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين قائد مسيرة التنمية وسمو ولي العهد وسمو ولي ولي العهد.
كما أنَّ المملكة بحكم مكانتها الدينية واحتوائها للحرمين الشريفين والأماكن المقدسة تتطلب تلك المعايير العالمية، وخصوصاً مدن الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة النبوية، وكذلك المواقيت التي تستقبل الحجاج والمعتمرين على مدار العام.
إننا في عهد الملك عبدالله رأينا إنجازات جبارة وبناء مدن اقتصادية ومرافق جديدة، وقد قطعنا - ولله الحمد - شوطاً كبيراً في توطين التقنية والمعايير العالمية في التعمير وبناء المدن والمرافق الجديدة، وبقي أن نرى تلك المعايير العصرية الذكية في بقية مدن المملكة بإذن الله.
ثمة أمور مهمة يجب العناية بها كمقدمة للبدء في تلك الحركة التطويرية التنافسية في المدن السعودية، تمهد الطريق للمرحلة المقبلة بمعالجة السلبيات التي تعاني منها المدن عموماً، ومن أبرزها تنقية المدن من أسباب التلوث البيئي بتبني مشاريع بيئية، كالتشجير ونقل المصانع والمنشآت خارج المدن، ومعالجة الازدحام المروري بتنويع وسائل المواصلات، وتقسيم المرافق والمكاتب حسب الجهات؛ لتكوين ثقافة التطوير والتجديد وفتح الآفاق أمام أبناء الوطن للإبداع.
إن الرؤية المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين فيما يخص إعمار الوطن وبناء الإنسان السعودي والحرص على مستقبل الأجيال القادمة من حيث الأمن والأمان والنمو والتقدم والرفاهية والاستقرار تُعدُّ أنموذجاً فريداً متكاملاً شاملاً لجميع نواحي الحياة، يجب علينا تطبيقه والعمل عليه إرضاء لله ثم لولاة أمرنا، ولإثبات وجودنا أمام العالم بمعايير تنافسية للسمو بالوطن لما فيه مصلحتنا جميعاً.
وإننا بالتوكل على الله ثم بالعزم والإرادة ودعم وتوجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين نمضي قدماً في إعمار هذا الوطن الغالي بكل جد واجتهاد؛ لنكون على قدر المسؤولية للرقي والتقدم بوطن منحنا الله به هوية وقيمة إقليمياً وإسلامياً ودولياً.