نِساء يَرْفَعن قَدر أزوَاجِهن

الزوجة السعيدة في حياتها الزوجية هي الزوجة التي تغض الطرف عن الهفوات والأخطاء التي تصدر من شريك حياتها، وهي مقتنعة ومدركة أن هذا الفعل هو الطريق المؤدي إلى راحة البال والسعادة. لكن غض الطرف لا يتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها. هناك أزواج كُثر بحاجة إلى دفعة إيجابية قوية جدًا إلى الأمام، يبث في داخلهم الثقة بالنفس والشعور بالنجاح. وبحاجة إلى عبارات الثناء التي لها في النفوس وقع الراحة النفسية بل تنزل على قلوبهم كالماء البارد في يوم صائف شديد الحر، فتطيب له النفس ويطمئن له القلب. الإنسان بطبعه يعشق حب الذات وشاهداً على ذلك Maslow هرم «ماسلو « للاحتياجات الذي وضع في قمة الهرم تحقيق الذات.

وعلى النقيض الإنسان الذي يعاني من انخفاض في مستوى تقدير الذات مصاب بعدم الثقة في النفس. الزوجة تستطيع أنْ ترفع من قدِر زوجها في مجتمعه الذي يعيش فيه وذلك عن طريق الاحترام والتقدير، والحفاظ على سمعته، وعدم إفشاء أسرار البيت، تقدم الواجب مع الضيوف فعند قدومهم تشرفك بضيافتهم وعمل كل ما من أجله أن يجعلك تفخر بجميل ضيافتك لهم. إضافة إلى إكرام أهل زوجها وأقاربه خصوصا. هل صحيح تغيير طباع الرجل فن لا تقدر عليه إلا المرأة؟ أجزم أن الغالبية سوف تقول نعم. المرأة تستحق وسام الصبر والجَلدْ من بعض الرجال الذين لا يعرفون قدرها إلا حين يدركون حقيقية أنفسهم أمام النساء اللاتي يرفعن قدر أزواجهن.

لا أبالغ مطلقاً لكن البعض من الرجال لا يريد أنْ يعترف بحقيقة قدره الذي وضعته له زوجته، التهرب من رد الجميل والعرفان أساس وجود فجوة بين الزوجين، الزوجة لا تريد إلا أدنى درجات العرفان لا أن ما قامت به مبني عن حب وقناعه فهل رد الجميل إلا بالجميل أيها الزوج الجميل. الكثير منا يبحث عن كيف تُرضي الزوجة زوجها، لماذا لا نبحث كيف يُرضي الزوج زوجته التي رفعتْ من شأنه وقدره ألا تستحق أنْ نُكرمها ونرفع شعار الزوجة أولاً أيها الرجل.

أيها الزوج هناك مبادئ سنة أولى زواج في التعامل مع زوجتك هل تعرف أهمها وأكثرها بقاء في الذاكرة، لا تُهنْ زوجتك، فإن أي إهانة توجهها إليها، تظل راسخة في قلبها وعقلها. وهي أخطر الإهانات التي لا تستطيع زوجتك أن تغفرها لك بقلبها، حتى ولو غفرتها لك بلسانها. كيف تفعل ذلك وهي من رفعتْ قدْرك. إن أكبر خطأ يرتكبه الأزواج في وقتنا الحالي أنهم يعاملون زوجاتهم كما كان آباؤهم يعاملون أمهاتهم، الحياة اختلفت وطرق التعامل اختلفت وموقف المرأة اختلف فلا تطبق ما سمعت وعرفت وفهمت على زوجتك.

هناك أزواج وصلوا إلى القمة، وهناك أزواج حققوا منزلة كبيرة، وهناك أزواج عظاميون تحوّلوا إلى عصاميين، وهناك أزواج ... وهناك أزواج والأمثلة كثيرة. الزوجة بنيتها الحسنة وطيب قلبها ومحافظتها على زوجها وبيتها قدمت ذلك على طبق من ذهب. الزوجة لا تنتظر من زوجها سوى الاحترام والتقدير فهل تكافئها أيها الزوج بنكران الجميل. وما أكثر الرجال الذين ينكرون الجميل.

أخيراً أقتبس المرأة كوكب يستنير به الرجل، ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام.. (شكسبير). والزوجة لا تريد من زوجها الذي ترفع من قدْرِه ومنزِلته سوى كلمات صادقة نابعة من القلب، واحترام وتقدير فهي تعرف نفسها ومنزلتها.