المتأمل في المشهد الثقافي يجد أن الساحة تضج وتموج بمقالات وروايات وإصدارات كثيرة الكم، ولكن ينقصها القريحة الكاملة الفذة والتوجه الاجتماعي الواعي المتفهم.
لست ناقداً ولا منظراً أدبياً فينقصني عقود من زمن البحث والقراءة والتعلم، ولكن هذا رأيي كما هو رأي من حولي كقراء ومتلقين.
التوجه نحو الأدب والقراءة، كذلك الكتابة توجه مثلج للصدر مفرح للفؤاد فلطالما ساهمت الصحف والإصدارات من كتب ومجلات علمية ببناء ثقافة المجتمع وتقويم توجهاته.
أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق المربين من آباء ومعلمين، وكذلك أساتذة الجامعات والكليات بالعمل على بناء القريحة اللغوية واللفظية السليمة وبتوجيه النشء إلى ما لا بد من قراءته لتنضج القريحة فيتبلور الفكر فتكتمل الصورة وتتضح الرؤية.
الحاجة ماسة والساحة واسعة لاستيعاب أصحاب الأقلام الفذة والأفكار الرائعة ممن يصيغون فكرهم بعبارات رنانة وجمل سلسة كعقد من اللؤلؤ ناصع البياض على صفاة سوداء في ليلة اكتمل بدرها فأنار الكون من حوله. المقصد هنا أن الوقت قد حان للبدء في العمل على بناء جيل من أدباء المستقبل فتغذية القريحة وصقل الموهبة في زمان التواصل الاجتماعي المتواصل واتساع الفجوة بين الأجيال يحتاج إلى متابعة لصيقة واهتمام جم ليتم تعهد البذرة بالسقاية والرعاية حتى نرى الثمرة يانعة فنطمئن أن الشجرة قد آتت أكلها.