ليس المقام في هذا المقال لانتقاء الكلمات، ولا للبحث عن جميل العبارات، فما رأته العين كان أروع، وما حدث كان أجمل، بل كان جمالاً يفوق الجمال.. جمال علاه كرم ومروءة، وأحاطته صور من التضحيات، وإخلاص نبع من صميم القلب، وهكذا لم تبق هذه المشاهد مكاناً للكلمات، ودنت عن أوصافها المدائح والثناءات، وبقي فعلاً أن أهنئ نفسي على ما شاهدته عيني، ولمسته جوارحي، ومن لا يشكر الخلق، لا يشكر الخالق، إنه وسام شرف ثمين أضعه على صدور المخلصين من أبناء الحكومة السعودية وشعبها النبيل.. لقد شاء الله أن أنقطع عن الحج سنين، واليوم أكرمني الله في صفوف الطائفين، فرأيت تحولاً في الخدمة، وحنكة في الطريقة، وحكمة في الوسيلة، هيئت أفضل الطرق، وطورت عليها أحسن المراكب، فسار الحجيج في سلام، تحفهم رعاية الرحمن، وأسباب العباد المخلصين الصادقين من الأمن والصحة والكشافة.. ولا أعدهم فهم أكثر من ذلك بكثير.. فالشعب ملتحم مع حكومته في صورة فذة لخدمة ضيوف الرحمن، توفر فيها المأكل والمشرب والدواء، وتغلفت بأجواء الأمن والسكينة، فلا تجد جائعاً من غير طعام، ولا تائهاً من غير دليل، ولا سقيماً من غير رعاية.. تهيأت رحمة الإله، وصدقتها أفعال الرجال، فسخرت الدراسات، واستقطبت آخر التقنيات، ودمجت مع موروث سعودي المنشأ في خدمة الحاج والمعتمر عبر تراكم السنين، وإلى مزيد من المجد أزف أحسن التهنئة، وأصدق الدعوة لبلادي حكومة وشعباً، ودمتم برعاية الله مطمئنين.