الفرح والسعادة مضمونها يختلف من شخص لآخر - ذكراً كان أم أنثى، بل ومن طفل لآخر، هنا دعونا نتكلم عن السعادة وماهيتها - وهي ان تكون راضياً عن نفسك، ولكن ليس بدرجة الكمال، فالكمال لله تعالى فقط، وذلك إننا في دنيا وليست آخرة والمعلوم ان السعادة الابدية هي عندما تطأ أقدامنا جنة النعيم بإذن الله.
لذلك احبائي لاتقلقوا عند تفكيركم في أي أمر كان ممكن سبب او يسبب لكم انزعاجا وعدم رضى - وهنا لماذا لانفكر في الامور التي أسعدتنا ومن خلال ذلك تنعكس هذه الأفكار من الشعور باللاوعي الى الوعي والذي يجعلك أكثر رضى واكثر إيجابية لان العقل هو الذي يبني واقعك - من هنا يمكنك ان تغير واقعك اذا غيرت من افكارك والاقدام وليس الوقوف او الالتفاف إلى الخلف، نعم ادرك أنك بشر وليس بمقدورك ان تفهم الكون كله - وعند سعيك له فلن تفهم اي امر على الإطلاق - ولكن اذا سعيت ان تفهم نفسك- فسوف تكون على دراية اكبر في فهمه.
هناك أشخاص يندفعون بثقة تماثل قوة الموج بينما هناك في المقابل أشخاص آخرون يمثلون مجرى ساكناً ويضيعون في الزوايا والمنعطفات قبل ان يصلوا الى الشاطئ، هذا إذا وصلوا وربما يصلون ولكن في غير الوقت المناسب - هؤلاء هم المتشائمون والمترددون - ولابد ان ينهض هؤلاء ويغيروا من أساليبهم وإلا فلن يصلوا ابداً.
وتحدث هنا عن القوة وهي ببساطة - قدرتك انت على تغيير افكارك - ومن هنا يجب ان نقف ولانغفل ما حملته الأفكار التكفيرية - الإرهابية من خلال غسيل لعقول الصغار من خلال تغيير افكارهم وأصبحوا أداة في أيدي هؤلاء المتطرفين والمخالفين لكتاب الله وسنة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام.
ولن أخوض اكثر فيما سبق حيث ان الجميع ادركوا ماقام به هؤلاء الخوارج وقد ذكرت هؤلاء من باب الدليل - انه بتغيير افكارك وهي من تحدد قراراتك.
لذلك انت وحدك فقط الوحيد الذي يقرر ما تفكر فيه وفي اي لحظة يكون بمقدورك ان تقرر وتتخذ الطريق السريع نحو النجاح والازدهار والسعادة.
إن اختيار الأفكار التي تنطوي على التفاؤل بدلاً من أفكار الاحباط - أفكار السعادة بدلاً من الكآبة والحيوية بدلاً من الجامدة هي من توصلك للرضى ولمبتغاك.
هنا قرر ان تغذي عقلك بالافكار الإيجابية والتي الكثير منها تحيط فيك وبجانبك.
والاختيار هو القوة لديك - وحياتك هي النتيجه الإجمالية لكل قراراتك وإذا استطعت التحكم في عملية الاختيار فسوف تستطيع ان تتحكم في جوانب حياتك بنسبة كبيرة جداً. هناك مقولة لـ( إبراهام لينكولن ) يقول الناس يكونوا سعداء للغاية إذا ما صمموا عقولهم على ان يكونوا سعداء.
وهذه امور واقعية في الحياة ولكي يعيش المرء حياة حافلة وسعيدة - يجب ان يكون سعيداً ومقتنعاً بنفسه - وهذه القناعة تأتي من خلال اتخاذك لقرار ان تعيش حياتك بشكل إيجابي لأقصى حد - مدركاً انك بذلت أقصى ما لديك.
وفي الأساس فإن سعيك لتحقيق ماتصبو إليه يمكن تحقيقه على احسن وجه من خلال اتباع هذه الامور الثلاثة:
) - الفكر وهو ان تقرر ماترغب به وهنا لابد من اخذ الوقت الكافي للتفكير وتحديد النتائج التي تريدها - والتخطيط لها من خلال خطة وخطط بديلة.
) - الفعل اي ان تفعل مافكرت به يعني الإقدام وعدم التسويف وكن شخصاً منجزاً ومتحمساً وبطاقة مستمرة.
) - الاستمرار ويعني القيام بخطوات الفعل الذي سيقودك في آخر المطاف الى الهدف والنجاح الذي تصبو إليه.
وتذكر هنا انه ليس المهم السرعة والاندفاع غير المبرر ولكن المهم انك تسير نحو وجهتك وغايتك. -وهنا اذكر مقولة لـ (روبرت براوتنج ) وهو يقول ليس عملي هو ان اعيد صنع نفسي ولكن ان احقق اعظم شيء مما خلق الله).
إذاً انت المبتكر والمهندس والمخطط الرئيسي لحياتك الخاصة بعد توفيق الله سبحانه وتعالى - فحياتك من ابتكارك ويمكنك بناؤها - وعليك الآن ان تأخذ لحظات للتفكير في الظروف التي ترغب فيها لحياتك - وانت من تقرر!!!
هنا أذكر نقاطاً مشرقة للتأمل بها وهي:
) - الغذاء الروحي من المحافظة على الصلاة والتلاوة والتدبر.
) - كن شكوراً لله سبحانه وتعالى في كل شيء ولاتنسى من قدم لك معروفاً.
) - كن متفائلاً مقداماً.
) - كن مطلعاً وقارئاً باستمرار - وهذا يوفر لك الكثير من الافكار والتجارب.
) - لاتضيع وقتك بدون فائدة.
) - تجاهل المشاكل واجعلها خلفك وتجاهلك ربما سبب لسعادتك وإبداعك.
) - تجنب الافكار السلبية ولاتدعها تسيطر عليك - وكن إيجابياً.
) - أيقن ان الحياة مدرسة وانت طالب فيها - وتذكر دوماً أن الشجرة المثمرة هي التي ترمى بالحجارة - فلا تبالي.
) - تذكر أن الحياة قصيرة فلا تضيعها بالسلبية.
) - انسَ الماضي بسلبياته فإنه لن يعود أبداً- وانت لاتستطيع إرجاعه ولا تغييره - فلا يفسد حاضرك ومستقبلك.
) - أبعد عن المقارنة بغيرك فكل إنسان مختلف عن الآخر.
) - اجعل التسامح عنوانك في جميع الامور- فأنت المستفيد.
) - مهما كانت الاحوال والظروف ثق بأنها ستتغير.
) - تخلص من جميع الامور التي ليس لها متعة او منفعة.
) - ابتعد ولا تصاحب المتشائمين المستسلمين السلبيين.
) - أياً كان شعورك - فلا تضعف.
) - الوحيد المسؤول عن سعادتك هو - أنت!!!!
هنا اتمنى الفائدة للجميع وان يكون هذا المقال وصفة مشرقة للسعادة والايجابية، ولكم أطيب تحياتي.