يكشف محمد عسيري الذي ذهب إلى سوريا، بأن الواقع مختلف كلية عما تتداوله وسائل الإعلام ووسائل الاتصال الاجتماعي، وقال لقد ذهبت بدافع إنساني، لتقديم خدمة طبية وإسعافية للمرضى والجرحى، غير أنّ ذلك لم يكن ممكناً، فالحرب في سوريا معقدة ومتداخلة، وجهات الصراع عديدة، والعمل الإنساني في هذه البيئات فيه صعوبة. ويضيف عسيري لبرنامج همومنا الذي يبث على القناة الأولى في التلفزيون السعودي بعد يوم غد الثلاثاء، بأنّ هناك توظيفاً واستغلالاً للحرب والأزمة السورية، وهذا ملحوظ في تقاطع الأهداف لدى التنظيمات المقاتلة، فقد كان هدفي مساعدة الشعب السوري، في مواجهة نظام بشار الأسد، لكني اكتشفت بأنّ الواقع يختلف، فالحرب والتكفير بين هذه التنظيمات طاغيان على سلوكها، فلكلٍ منها أجندة خاصة به، ولهذا لا أنصح بأن يذهب أي شاب إلى هناك، فقد اكتشفنا ذلك بأنفسنا.
وأما الداعية بندر معشي، فيؤكد بأنّ للإعلام دوراً كبيراً في دفعنا للذهاب إلى سوريا، الإعلام كان يؤثر فينا يلهب حماستنا ويضغط علينا من ناحية إنسانية، نرى مناظر الدم ونسمع عن اغتصاب النساء دون ذنب، كل ذلك كان سبباُ في ذهابنا، ولكن بعدما وصلنا هناك، اكتشفنا الفوارق الكبيرة بين ما ينشره الإعلام والواقع، التكفير يأخذ حيزاً كبيراً في تفكير هذه التنظيمات التي يقاتل بعضها بعضاً، والملفت للانتباه أنً البعض يتنطع للفتيا وهو بسن صغيرة لا تؤهله للقيام بذلك.