حذر الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور محمد العيسى الطلاب السعوديين والسعوديات من الانجراف لأي دعوات مضللة ولو حتى (بالمزاح) عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي وبين الطلبة فيما بينهم ، كالحديث عن الذهاب لأماكن الصراع، مؤكداً أنه في الملحقية وبالتنسيق مع سفارة المملكة في واشنطن نقوم بالاحتياطات اللازمة المسبقة فيما يتعلق بهذا الأمر، مؤكدا أن الثقة عالية في أبنائنا المبتعثين ولم تسجل أي حادثة كهذا الأمر لكن الحذر واجب.
جاء ذلك خلال رئاسته أمس أعمال الاجتماع الـ 37 لرؤساء الأندية السعودية في الجامعات الأمريكية، حيث قال الدكتور العيسى: إن المزاح في هذا الأمر لا يمكن التهاون معه، مؤكداً أن الملحقية اتخذت الإجراءات اللازمة بحق أحد الطلبة المبتعثين قام بتناول هذا الموضوع عن طريق المزح وقمنا بإلغاء بعثته، كونه لا يمكن التهاون في مثل هذا الموضوع كما أن الجهات الأمريكية لا تتهاون في هذا الجانب إطلاقاً.
وشدد الدكتور العيسى على أهمية التزام الأندية الطلابية بعدم دعوة الشخصيات السعودية أو الأجنبية لإلقاء محاضرات ورعاية ندوات دون أخذ الإذن من الملحقية، وقال إن هذا أمر حازم من المقام السامي ويجب الالتزام به ولا يمكن دعوة أي شخصية مهما كانت، وهذا الأمر ليس عدم ثقة في أبنائنا وبناتنا الطلاب ولكن من باب الحرص والالتزام بالقرارات الرسمية.
وفي جانب آخر شدد الدكتور العيسى على أن الملحقية بالتعاون مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن على متابعة موضع الطالب السعودي المبتعث المختفي عبد الله القاضي، وقال ندعو المولى العلي القدير أن يعود القاضي لأهله وذويه وهو بأتم صحة وعافية، والآن موضوع القاضي لدى ( الإف بي آي ) وندعو المولى -عز وجل- أن تصل لنا أخبار سارة قريبة.
وتطرق العيسى إلى موضوع رفع المكافآت الشهرية للطلاب والطالبات، وقال نحن جهة تنفيذية وليست تشريعية ونشعر بما يشعر به أبناؤنا وبناتنا المبتعثين ورفعنا عدة مرات لوزارة التعليم العالي وكلنا ثقة في المقام السامي واستبشروا خيراً .
وبين الدكتور العيسى أن الملحقية حازمة في التعامل مع أي تصرفات عنصرية لأسباب عرقية أو طائفية بين المبتعثين، داعيا إياهم أن يكونوا ( سعوديين فقط ) ، فبرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي ليس مكانا للممارسات الطائفية ، منوها إلى إلغاء بعثة أي شخص يثبت ممارسته العنصرية تجاه زملائه عرقياً أو طائفيا كوننا جميعنا سعوديين ونمثل وطنا واحدا، قدم فرصة الابتعاث بعدالة وتساوٍ ولن نتهاون مع مثيري النعرات الطائفية والقبلية.
وشدد الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية على عدم اللجوء إلى القضاء الأمريكي في حال وجود خلافات تقع بين المبتعثين، داعياً إلى ضرورة التواصل الفوري مع الملحقية والقنصليات القريبة ضمن الإقليم الجغرافي، وامتدح في الجانب ذاته بالتزام السعوديين والسعوديات بالأنظمة والقوانين الأمريكية وقال وفقاً لتأكيدات الجهات الأمريكية الرسمية ان الطلاب السعوديين أقل جنسية مقيمة في أمريكا مخالفة للقوانين، وهذا أمر غير مستغرب ومحل اعتزاز وتقدير.
ورفض الدكتور العيسى التهاون في التعامل مع الجامعات الأمريكية ذات البرامج الأكاديمية الضعيفة والسماح للطلاب الالتحاق بالبرامج المقفلة من الملحقية بداعي «التكدس» ، وأن عدد الطلاب السعوديين في البرامج الأكاديمية أكبر من العدد المسموح به، وقال : أشرف للطالب السعودي أن يعود للوطن ويدخل جامعة رصينة في المملكة ويدرس باللغة العربية ، لذلك لا تبحثوا عن الحلول السهلة التي تخرجكم بمستوى هزيل ، ناصحا المبتعثين بالتوجه إلى كليات المجتمع القوية في أمريكا لتؤهلهم لأفضل للجامعات الأمريكية، وهي حل قوي بدلا من الدخول في برامج ضعيفة، ولعلكم تعلمون أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأ دراسته الجامعية بكلية المجتمع قبل أن يتخرج من جامعة هارفرد الشهيرة.
وفي جانب المشكلات التي يواجهها الطلاب مع المشرفين الداراسين علق الدكتور العيسى بأن المشكلات انخفضت بعد عقد عدد من ورش العمل، لافتاً إلى أن أي مشرف دراسي سعودي كان أو أجنبي يثبت تقصيره بالمستندات الرسمية إما ينهى إيفاده أو يلغى عقده، وبالفعل هناك مواطنين وأجانب مشرفين عادوا للمملكة أو أنهي التعاقد معهم.
وحول الاتفاقات مع الجامعات الأمريكية لفت الدكتور العيسى إلى أن هناك أكثر من 400 اتفاقية مع الجامعات ومؤسسات تعليمية خاصة في الطب، أما بقية الاختصاصات لا صعوبة في الالتحاق بها ولكن تحتاج متطلبات يهمنا أن يمر بها الطالب لكي يكون مؤهلا أكاديميا ، مشيراً إلى عدم الحاجة لفتح فروع للملحقية وسط وجود البوابة الإلكترونية.
وعن الاختصاصات الجديدة أكد الدكتور العيسى على أنه بإمكان النادي والجامعات التواصل مع الشؤون الدراسية في الملحقية لفتح الاختصاصات الجديدة ، مبينا أن إقفال بعض التخصصات أو الجامعات في مصلحة الطالب والطالبة السعوديين ، ولا ضرر على الطلاب الذين أقفلت تخصصاتهم بعد قبولهم، فسوف تعتمد شهادتهم ولكن لن يقبل طلاب جدد في هذه البرامج التي أقفلت.
وتفاعل الدكتور العيسى مع تظلم وتذمر بعض الطلاب الحاضرين من الأخبار والمقالات التي وصفوها بأنها تشوه واقعنا، ورد بالقول ليس لأحد حق التحكم في الإعلام ولكن الولايات المتحدة بها مواقع إخبارية ساخرة أو هزلية تترجم في بعض الصحف الإلكترونية دون العلم عن مدى مصداقيتها ، مشدداً على أن أخلاقيات المبتعثين والمنجزات الأكاديمية هي الرد الأفضل على مثل تلك التصرفات. وأكد الدكتور العيسى أن مخرجات برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي ترجمت على أرض الواقع في تنمية الوطن ، ووصفه بالبرنامج العبقري التاريخي لشخصية عبقرية استشرفت مستقبل الوطن بحكمة وعمق ، مجددا تحذيره من استضافة شخصيات تلتقي بالطلاب دون موافقة مسبقة من وزارة التعليم العالي والملحقية سواء كانت أكاديمية، حكومية وحتى دينية. من جانبه بين القنصل العام في هيوستن سلطان العنقري أن السفارة لا توفر محامين في قضايا التأمين والحوادث مؤكدا أنها تتدخل في القضايا الجنائية ، مطالبا الطلاب بالحرص على التأمين وضرورة أخذ المشورة من السفارة.
وفي جانب قوانين التأشيرات والإقامة أكدت مساعد الملحق للشؤون الثقافية والاجتماعية الدكتورة موضي الخلف أن هناك مستشارين قانونيين لتقديم الاستشارات في شأن التأشيرات والإقامة.
من جانبه كشف مساعد الملحق للشؤون الفنية الدكتور مساعد العساف أن الاستخدام السلبي لبعض المبتعثين للتأمين الطبي دفع الشركة الموفرة للخدمة إلى تخفيض خدماتها عند تقديم العقد، وتراجع الكثير من الشركات من التقدم للمنافسة ، مشيراً إلى أن العام المقبل يتوقع أن تدخل شركة جديدة أفضل من الوضع الحالي. وشهد الاجتماع تكريم الدكتور محمد العيسى لأفضل الأندية الطلابية العشرة في عام 2013 م بشهادات شكر ومبالغ مالية، كما تم تكريم الأندية من الحادي عشر إلى العشرين بخطابات شكر، وحاز على المركز الأول لعام 2013 جامعة غرب متشقن.
بعد ذلك اجتمع ممثلو القنصليات السعودية في الولايات المتحدة كل من سلطان العنقري القنصلية السعودية في هيوستن، خالد الشريف - ريان القين القنصلية السعودية في نيويورك، حمد الرشيد شؤون الرعايا من السفارة السعودية في العاصمة واشنطن، حبيب الله بخاري القنصلية السعودية في لوس أنجلوس ، اجتمعوا مع رؤساء الأندية الطلابية حسب التقسيم الجغرافي لبحث ومناقشة الطلبة فيما بتعلق بالأمور القانونية وخلافها من الإرشادات والتوجيهات في حال وقوع بعض حالات الطوارائ.
وعلى هامش أعمال الاجتماع قام مشرف الأندية الطلابية فيصل الشمري ، والمشرفة المالية في إدارة الشؤون الثقافية بالملحقية رشا فرحات عروض الأندية الطلابية، وبين الشمري على أن الأندية الطلابية في عام 2009 م ، بلغ 25 ناديا طلابيا، فيما ارتفع عددها حالياً إلى 300 نادي في 37 ولاية أمريكية ، وتوقع أن يصل عدد الأندية الطلابية في المستقبل القريب إلى 450 ناديا.
ومن المقرر أن تختتم أعمال الاجتماع السابع والثلاثين اليوم الأحد بلقاء مديري الإدارات ومديري الأقاليم الدراسية ومساعديهم من رؤساء الأندية السعودية.