أثارت دعوة الشيخ راشد الغنوشي كافة الأحزاب السياسيَّة المنافسة واتحاد الشغل إلى التوافق حول تشكيل حكومة وحدة وطنيَّة بعد الانتخابات ردود فعل عنيفة من القيادات الحزبية التي لم تكتف بالرد على المقترح النهضوي، بل اعتبرته في غير محله ولا يتماشى والتوجُّه العام نحو انتظار النتائج النهائية للانتخابات التشريعية التي لم يعد يفصل عنها سوى أسبوعين لا أكثر.
وحول موقف نداء تونس من تصريحات زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي بخصوص عدم السقوط في أتون التقسيم المجتمعي، أجاب الطيب البكوش بالقول: إن الخطاب الذي يتبناه حزبه لا يُعدُّ انقساميًّا، مشددًا على أن تشخيص وتحليل الموضوع من هذه الزاوية الضيقة قد يجعل من عملية تكوين الأحزاب في حدّ ذاتها تقسيمًا للتونسيين.
من جهته، أكَّد الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي، أن المنظمة الشغيلية الأكثر تمثيلية نقابية في تونس ليست من دعاة السلطة ولن يكون لها أيّ حضور في الحكومات القادمة، موضحًا أن اتحاد الشغل لا تعنيه الحكومات والحقائب الوزارية، ومشددًا على تشبث المنظمة الشغيلية بدورها التعديلي في المشهد الوطني بناء على مواقف ثابتة قوامها الذود عن مصلحة الشعب والوطن لاسيما في علاقة بالاستحقاقات الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة.
وبيَّن أن المنظمة النقابية الأعرق في تاريخ تونس والوطن العربي ستعمل على دعم كلّ حكومة تلتزم بالحقوق العامَّة وتصون الحريات، مشددًا على أن اتحاد الشغل سيظلُّ دائمًا في طليعة القوى المناضلة من أجل ارساء العدالة الاجتماعيَّة والتنمية الشاملة والتوزيع العادل للثروات.
وفي سياق سياسي غير متصل انهى أمس السبت الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» زيارة رسمية بيومين أداها إلى تونس أعلن في ختامها عن مساندة المنتظم الأممي للانتقال الديمقراطي في تونس معتبرًا أن الانتخابات المقبلة التشريعية والرئاسية ستكون حاسمة في تركيز الديمقراطية وارساء مناخ السلم.
وقال «كي مون» خلال ندوة صحفية إثر لقاء جمعه برئيس الحكومة، بأن تونس تستحق الدعم وان الأمم المتحدة بصدد تطوير تعاونها مع تونس في مجال التنمية وترسيخ الديمقراطية وحفظ السَّلام ملاحظًا أن تونس مدعوة إلى تعزيز مشاركتها في مجال حفظ الأمن والاستقرار والسَّلام عبر العالم.
وفي الشأن الأمني، أشارت بعض التقارير الاستخباراتية إلى أن وزارة الداخليَّة تمتلك معلومات مؤكدة تتعلّق بنوعية العمليات التي تستعدّ الجماعات الإرهابيَّة للقيام بها لإفساد الانتخابات التشريعية. وذكرت صحف محليَّة أن مخططات الجماعات الإرهابيَّة تهدف إلى استعمال نوعية خاصة من السيَّارات لتنفيذ عملياتها والتمويه على أعوان الأمن كالسيَّارات الحاملة لشارات الصحافة والسيَّارات المعدة للكراء الحاملة لشعار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والسيَّارات الحاملة لشعارات الهيئات والمنظمات الوطنيَّة والدوليَّة لمراقبة الانتخابات.
نفس المصادر أوضحت أن الجماعات الإرهابيَّة قد تسعى إلى استعمال هذه السيَّارات خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية ويوم الاقتراع إما لاستهداف شخصيات سياسيَّة خلال الاجتماعات الشعبية أو ضدّ المقترعين خلال قيامهم بأداء واجبهم الانتخابي.
وفي نفس الإطار كشفت مصادر صحفية أن الوحدات الخاصَّة للجيش الوطني سددت في تكتم إعلامي تام، ضربة موجعة لما يعرف بـ«كتيبة عقبة بن نافع» التابعة لما يسمى بتنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإقصى» التي أعلنت قبل أيام ولاءها لتنظيم داعش بعد أن نجحت في القبض على أربعة إرهابيين في عملية عسكرية نوعية هي الأولى من نوعها في قلب جبل السلوم بالقصرين بإمداد من وحدات جيش الجو.