إلى روح جدتي الغالية حصة بنت سليم بن أحمد رحمها الله وأسكنها الفردوس الأعلى من الجنة
فؤادي يسائلني كل حين
أحقًا فقدناك طرفًا بسيمْ
أصدقًا رحلتِ مع الراحلين
وماعاد للنفس طيب النسيم
أيا جدتي أم عبدالكريم
أأرثيك يا ابنة جدي سليم
ألا ليت شعري فهل تسمعين
ففقدك فينا مصاب جسيم
أيا لهف نفسي أما ترجعين
فطعم الفراق لئيم أليم
رحيلك أدمى الفؤاد السليم
فأمسى يئن أنين السقيم
تغلغلنا الحزن حتى الصميم
فأحدث فينا كمثل الصريم
وأضحى الصباح كليل بهيم
لعمري، والفرح صار هشيم
وفيض المآقي همى كالسديم
وفي القلب جلمود صخر عظيم
بدونك وجه الورود دميم
وأصبح عطر الخزامى ذميم
ينادمني العيد وهو كليم
وأرخى السدول حسيرًا كظيم
مذاق الفراق مرير عقيم
كما طعم جوع وبرد اليتيم
وغاب عن العيد صوت رخيم
فأصبح قلب السعيد هضيم
حباك الإله بخلق كريم
ووجه كبدر السماء وسيم
وصدق حنو ونبل ولين
ولطف وعطف ولي حميم
فألفيت طرفي معنىً يهيم
ويبحث عنك كما المستهيم
وقلبي يضج بكل حنين
يثير لواعج شوقي القديم
ذكرت إلهي الحبيب العليم
وعذت به من شرور الرجيم
رضيت بحكم الإله الحكيم
فما الصبر إلا الطريق القويم
سألتك رب البرايا العظيم
ألا فاجعلنْها بخير عميم
رجوتك جزل العطايا الكريم
بسقيا بحوض نبي رحيم
دعوت كريم السجايا الحليم
جزاءً بجنة خلد مقيم
ومسك ختامي دعوت المعين
محيي العظام وهي رميم
فسبحانه وتعالى الرحيم
ليسقي ثراها هتونًا وديم
وصل على أشرف المرسلين
محمدٍ المصطفى ذي النعيم