يوماً بعد آخر يثير الاتحاد السعودي لكرة القدم المزيد من الاحتقان داخل الشارع الرياضي، وذلك من خلال اختياراته لبعض الأسماء المتعصبة لتشغل مواقع هامة وحساسة في اللجان والذي لن يكون آخرهم أمين عام نادي النصر الأسبق علي حمدان إذ تصادق تلك القرارات على العجب العجاب مع اتحاد الكرة..
الآلية غائبة!
وقد أبدت الجماهير الرياضية استياءها البالغ تجاه تلك القرارات التي لا تعلم عن آليتها ولا النظام المتبع فيها، وهل هي تأتي استجابة ورضوخاً للأعلى صوتا والأكثر ضجيجاً في وسائل الإعلام أم وفق نظام محدد، وهذا ما يتطلب إيضاحاً من كبار المسؤولين عن رياضة البلد للرأي العام وعدم ترك (الحبل على الغارب) لتأتي نتائج غير مقبولة إطلاقاً وتثير غرابة واستياء وشكوك المتابع.
مكافأة المتعصب!!
تستشهد الجماهير خلال حديثها لـ»الجزيرة» بعدد من الحالات التي لا يمكن لعقل تصديقها مثل تعيين رئيس لجنة الإعلام وهو الذي يطرح عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» آراء ومسيئة متشنجة ضد أحد الفرق ويناقضها بآراء مختلفة لفرق أخرى مشددة أن المحسوبيات حضرت في هذا الاختيار.
الانضباط والحكام... عجب وغرابة!
وترى بأن الحال ذاته ينطبق على سكرتير لجنة الانضباط قبل أن يغلق حسابه.. وأن على هذا الخطى يسير مقيم الحكام الذي ارتدى قميص النصر مؤخراً في حركة أثارت استغراب الجميع وهي امتداد لتصرفات غير مقبولة من قضاة الملاعب سواءً بطرحهم العجيب واللا متزن تويترياً أو فضائياً (علماً أن لجنة الحكام لم تصدر بياناً أو عقاباً تجاه تصرف المقيّم الذي يظهر في الاماكن العامة مرتديا قميص ناديه المفضل).
التوثيق... سقطة جديدة!
ويبدو أن الحال ليس على ما يرام في (اختيارات) اتحاد الكرة فبعد استبشار الجميع بإنشاء لجنة تختص بتوثيق بطولات الأندية جاءت الأسماء مثيرة للجدل فالدكتور عبدالرزاق أبو داوود يعمل في أكثر من موقع ومن الصعب أن يوفق بين تلك الأعمال علاوة على صداميته وعدم قدرته على التعاطي الإعلامي المرن مثلما كتب ذات مرة عن سياسة اتحاد الكرة بتقسيم الغنائم في محاولة لإرضاء هذا وكسب ذاك، وأن العمل لا يبشر بخير بالإضافة إلى حديثه غير المنطقي عن مدرب المنتخب لوبيز وكان الكاتب الزميل سلطان المهوس قد أشار إلى ذلك من خلال زاويته الأسبوعية في «الجزيرة» (يوم الاثنين 5 ذي الحجة 1435هـ) مستغرباً آلية (ترشيحات المناصب).
قرار غريب... تقرير «الجزيرة».. إحراج الرئاسة
ثم جاء الاختيار (الأكثر غرابة) لأمين عام نادي النصر الأسبق ضمن لجنة توثيق البطولات، وجاء مكمن الاستغراب لدى الجماهير هذه المرة بسبب نقاط عدة منها على سبيل المثال لا الحصر أن الجزيرة تناولت في تقرير لها (صدر يوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة 1436هـ بقلم الزميل فهد السميح) أن إنشاء مثل هذا الفريق من المفترض أن يكون من قبل الرئاسة العام لرعاية الشباب وليس من اتحاد القدم حتى لا يحصل تغييرات مستقبلية في حال انتخاب اتحاد جديد، ولكون مثل هذا الموضوع الحساس والمفصلي في رياضتنا يجب أن تشرف عليه (أعلى سلطة رياضية) إشرافاً مباشرا، ويعتبر من صميم عملها ليأتي الرد (سريعاً) بإكمال نصاب الأعضاء المحدد سلفاً بـ(ثلاثة) وكأنها رسالة للرئاسة ببدء العمل وعدم القدرة على التغيير وحتى يصعب اتخاذ أي قرار مستقبلي ويكون موضع حرج بالغ أمام الرأي العام.
تغريدات غير مقبولة!!
ومن ضمن النقاط التي استغربها الشارع الرياضي أن العضو الجديد للجنة التوثيق كان أميناً سابقاً في نادي النصر ويقدم طرحاً متشنجاً في حسابه عبر «تويتر» أقرب ما يكون بحساب المشجع حيث تتذكر الجماهير تغريدته حينما علق بعد فوز فريقه النصر ببطولات العام الفائت قائلاً «للأسف تحقيق البطولات يحتاج أحياناً إلى أساليب قذرة وهو ما لا يجيده النصراويين.. تحقيق بطولة دوري «نقية» صعب مع حكام يعتبرون التحكيم دخلا إضافيا..» إذ اتفق الكثير بأن هذه الطرح يُعد إسقاطاً غير مقبول على الحكام واتهاماً مباشراً لهم.
هكذا سيتعامل...!
وتزيد الجماهير: بل أنه في رد على أحد متابعيه أكد أن توثيق البطولات (لجنة التوثيق) هو أم الأساليب القذرة علاوة على تمجيده المبالغ فيه لفريقه وللاعبيه لذا فمن الصعب أن يحدث الإنصاف من أشباه المشجعين علاوة على بعض تغريداته اللامقبولة تجاه اتحاد الكرة أو رعاية الشباب.
وتتساءل: كيف يؤتمن مثل هذا الشخص المتعصب والمتشنج ويشارك في مهمة جسيمة تتمثل في توثيق تاريخ الأندية السعودية؟
الثقيل كشف معلومات خطيرة
وتتذكر الجماهير الرياضية إبان تعليقها حادثة التعقيبات المتبادلة بينه وبين رئيس القسم الرياضي في الزميلة الاقتصادية آنذاك عيد الثقيل، وذلك في الزميلة صحيفة «قووول أون لاين» الإلكترونية والتي جاءت على خلفية إقصائه من الكتابة في الاقتصادية قبل ما يقارب الأربع سنوات والتي كشفت عن معلومات واتهامات خطيرة في مسيرته الإعلامية منها مطالبته بإشهار شهادته التي تصنفه كـ»خبير معتمد» لا أن يكتفي بالأحاديث التي لا يمكن أن تنطلي على العقلاء.
إسقاط على رياضتنا!
ويشدد عدد من المتابعين أن تغريدته التي قال فيها (طالبت في عام 2005م بانضمام الاتحاد السعودي لكرة القدم إلى الاتحاد الأفريقي بدلاً من الآسيوي نظراً لبعد المسافات في آسيا وقلة الفائدة الفنية) لا يمكن أن تصدر من انسان يحمل فكرا رياضيا يعتمد عليه.
النصر والأهلي هما المستفيدان
وترى تلك الجماهير أن أكثر المستفيدين من هذه اللجنة - حسب رأيها - سيكون فريقي الأهلي والنصر وذلك لوجود عضوين سابقين في الناديين وهما الدكتور عبدالرزاق أبو داوود وعلي حمدان لذا فهي تخشى أن ترى عملاً ليس عادلاً ولا منطقياً وفق هذه الأسماء وتخاف أن تشاهد بطولات من وحي الخيال، ولا تطرأ على بال لاسيما بعد ظهور بعض من يُردد أن بطولات المناطق تعتبر بطولات رسمية في حين الواقع يقول إنها تعتبر جزءا من بطولة الملك أو بطولة ولي العهد، ولا يمكن التصديق أن بطل الأدوار التمهيدية لأي بطولة يعتبر بطلاً المسابقة، ووفق هذه الخيارات كان حرياً أن يتم اختيار الخبير نبيه ساعاتي ممثلاً عن الاتحاد وسلمان العنقري مدير المركز الإعلامي في نادي الهلال السابق ممثلاً عن الهلال، وكذلك أحد رجالات الشباب المهتمين بالتاريخ بدلاً من اقتصار اللجنة على ممثلين لناديي النصر والأهلي فقط.
الجماهير طرحت تساؤلات كثيرة أبرزها:
هل المحسوبية والعشوائية أم (الخوف من الانتقاد) تحضر في اختيار بعض الأسماء...؟
هل يُعاد النظر في لجنة التوثيق ليتم تشكيلها من الرئاسة العامة وليس من اتحاد الكرة؟
وكيف غابت أسماء ذات إرث رياضي ضخم مثل المؤرخ المعروف نبيه الساعاتي وهل لاتحاديته دور في ذلك؟ وهل لها علاقة بوجود الأهلاويين أحمد عيد وعبدالرزاق أبو داوود وكذلك تستغرب الجماهير من غياب عبدالله جارالله!
وتزيد تساؤلاً:
هل نرى تحركاً إيجابياً من رؤساء وممثلي الأندية تجاه تلك الأسماء (خاصة فيما يتعلق بجانب التوثيق) والذي يعتبر موضوع هام للغاية...؟
وهل لمقال حمدان الذي نشر مؤخراً يمتدح فيه الدكتور أبو داود علاقة بضمه للجنة؟
وهل اختياره جاء من باب المحاصصة وليس الكفاءة وفي كلتا الحالتين لماذا غاب صوت الهلال والاتحاد والشباب؟
أيعقل أن ثلاثة أسماء (فقط) قادرة على كشف بيان ببطولات الأندية بكل (حياد)...؟ ولماذا لا توسع دائرة الأسماء لتشمل أكثر من خبير؟
وهل لتقرير «الجزيرة» دور في سرعة ضم الاسم الثالث...؟
لكن يبقى السؤال الأكثر (أهمية):
ألا يوجد في الوطن غير (المتعصبين)؟
«الجزيرة» بدورها تطرح تلك التساؤلات على طاولة المسؤول الذي يحرص على تقديم واجهة رياضية مميزة وتنافس شريف.