عكست الأعمال التطوعية التي يقدمها الجوالة في مراكز إرشاد الحجاج التائهين بمشعري منى وعرفات وجسر الجمرات صوراً مشرفة لشباب هذا الوطن لما يقدمونه من أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.
«الجزيرة» رصدت أعمال الشباب عن قرب، حيث تحدث في البداية رائد عشائر جوالة جامعة القصيم حمد صالح النفيسة الذي يعمل في مركز إرشاد الحجاج التائهين بمشعر منى، مشيراً إلى قدومه لمكة المكرمة قبل 10 أيام وتخلل الفترة اجتماعات مع زملائنا في الكشافة حسب الجدولة اليومية والانضباط والترتيب، بحيث تنطلق أعمالنا بعد صلاة الفجر كل يوم بالمسح الميداني على المواقع والحملات لمعرفة أماكنها ونستمر في الجولة حتى الساعة 11 صباحاً بعدها نعود لمعسكراتنا الكشفية.
وأضاف النفيسة: بعد صلاة العصر تتجه الفرق الكشفية إلى مكاتب القيادة في المعسكر الكشفي لأخذ خرائط تعريفية أخرى التي لم نتعرَّف عليها في الصباح، بعد ذلك تنتقل جموع الكشافة والجوالة إلى مراكز إرشاد الحجاج التائهين المنتشرة في منى وعرفات والحرم لتباشر مهام إرشاد الحجاج التائهين في هذه المشاعر.
وقال النفيسة عندما يأتي الحجاج التائهون إلى مركز الإرشاد يقدم لهم المرطبات والماء البارد، ثمَّ يتم التعرف على مواقعهم من خلال السوارة المحيطة بأيديهم تكتب فيها معلومات المخيم ومؤسسة الطوافة والدولة التي قدَّموا منها للرجوع إليها وقت الحاجة، كما نقدّم الكراسي المتحركة للعاجزين عن السير.
من جانب آخر بين سليمان فهد العمر منسق كنترول أنه يبحث عن أرقام التواصل مع مؤسسة الطوافة الموجودة على معصم الحاج التائه في الدليل الإرشادي ثمَّ يستلمه الجوّال المختص بعملية الاتصال على مؤسسات الطوافة للتنسيق.
وأوضح العمر أن الوردية يعمل فيها 4 مجموعات كل مجموعة تتكون من 14 جوّالاً تعمل بمقدار 7 ساعات يومياً.
وقال قائد معسكر منى الجديدة وليد خليفة الزويمل: إن المعسكر يضم 36 فرقة كشفية بمعدل 16 كشافًا في كل فرقة، إضافة إلى الجوالين المشاركين من مختلف جامعات المملكة.
وأوضح الزويمل أن العمل يتركز في مراكز إرشاد التائهين المنتشرة في الحرم المكي والمشاعر المقدسة، إلى جانب فرقتين تعملان في المراكز الصحية والأخرى المرتبطة بعدة قطاعات حكومية كوزارة الحج في عملية الإرشاد ووزارة الصحة في عملية تنظيم المرضى داخل المراكز الصحية، كذلك العمل مع أمانة العاصمة المقدسة في عملية ضبط المخالفات التي تحدث في المشاعر المقدسة من الباعة المتجولين، ومع وزارة التجارة في تحري صلاحيات المواد الغذائية التي تُباع للحجاج، أيضاً توزيع المنشورات والكتب الخاصة بالحج المقدمة من وزارة الشؤون الإسلامية، وعملية التنظيم أثناء توزيع الهدي والأضاحي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية.
وأكَّد الزويمل أن الخرائط تساعدهم بدرجة كبيرة تصل نسبتها إلى 90 % مما ساهم في سرعة إنجاز العمل ومساعدة أكبر عددٍ من ضيوف الرحمن حسب حالاتهم المتعددة.
أوضح مساعد قائد معسكر منى الجديدة هادي مسملي بدوره أن المعسكر لا يستقبل الحجاج التائهين بل يتم إرشادهم لمقار مخيماتهم، فإذا كان موقعه قريباً يتم إيصاله أما إذا كان بعيداً فيتم إيصاله بوساطة مراكز الإرشاد.