يشجع بدر الحمود هنا ومن معه من الطاقم في فيلم «قلم المرايا» على التوسع في العلم والقراءة والمعرفة، الفيلم مستلهم من قصة قصيرة لخالد اليحيا، وتم تصوير الفيلم في مدينة لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، بالتعاون مع مبادرة أرامكو السعودية لإثراء الشباب.
ويحكي سيناريو الفيلم بطابع أدبي صرف قصة البحث عن قلم غامض من يستطيع الحصول عليه سيكتب به جملة ستكون خالدة للأبد.. القصة تدور في المستقبل بعد انقراض الكتب تقريباً والتحول إلى الكتب الإلكترونية، وتلك مهمة بطل القصة في التعاون مع خبير سيساعده في فك ألغاز الحصول على قلم المرايا.
رسالة الفيلم ومضمونه تدور حول أهمية الكتب والقراءة، وتشجيع الجيل الجديد على التنوع في القراءة والحرص على اقتناء الكتب والأهم على طرح الأسئلة لأنها هي من تغذي الطاقة على القراءة، وبالتالي التواصل الدائم مع المعرفة والعلم.
نأتي للتنفيذ الفني، لطالما كان لبدر الحمود الرؤية الفنية الواضحة والمواضيع المثيرة للجدل في أفلامه مثل «مينيبولي» و «صناعة محلية» وغيرها.
في هذا الفيلم نجد أنفسنا أمام إشكال في مقدرتنا على استيعاب العمق الثقافي الفني في القصة، بمعنى القصة كمضمون ورقي نصي لا خلاف فيه، ولكن المزج بين ثقافتين متمثلتين في رجل غربي هو الشخصية التي ستساعد الرجل العربي في البحث عن القلم الغامض.
ليس للسينما إشكال في الدمج بين الثقافات، بل على العكس السينما يجب أن تساهم وتشجع على ذلك، ولكن بشرط أن يكون لهذا الدمج سبب أو تبرير يكون ضمن سياق الفيلم أو مخفي من ضمن صورة الفريم وهو الأمر الذي لم أجده في الفيلم.
إنتاجياً ومن الناحية التقنية من استخدام المؤثرات البصرية والسي جي آي والآنميشن كان الفيلم موفقاً لحد بعيد، وإن كان العمل شحيحاً نوعاً ما في التنوع في مواقعه، لم نجد ذلك الثراء الديكروي في الميزان سين، والأهم هناك بعض الأخطاء الفنية في قاعدة المائة وثمانين درجة.
الطاقم التمثيلي كان جيداً على الرغم من الميول للأداء المسرحي من قبل الممثل تركي الجلال، في الجانب الآخر كنت أنتظر أداء أكثر عمقاً من مرشح الأوسكار إريك روبرتس، فيما وجدت أن ظهور الممثلين محمد القحطاني مع عبد المجيد الكناني لافتاً أكثر من البقية بحسهم الكوميدي والأسلوب الانطباعي البسيط.
مبادرة تشكر أرامكو عليها ونتمنى مبادرات أكثر قرباً للواقع السعودي، لمواضيع أكثر جذباً للمشاهد العالمي، ومن هذا الباب أنصح القائمين في أرامكو لمشاهدة السينما الإيرانية والتركية ومحاولة استنساخ نسخ سعودية منها لأن المشاهد الغربي والشرقي يريد أن يشاهد عملاً سعودياً يعكس واقعاً سعودياً.