ضمن البرامج الثقافية التي تنظمها اللجنة الثقافية ببرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود؛ للحج؛ نظمت اللجنة الثقافية والإعلاميَّة لضيوف خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في وقت سابق زيارة لمعرض «السلام عليك أيها النبي»، شملت جميع الأقسام التي يحتوي عليها المعرض.
واستقبل الضيوف صاحب فكرة المعرض الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني، الذي رحب بالضيوف وقدّم لهم نبذة عن المشروع قبل الدخول إلى المعرض والتجوَّل في أقسامه والاستماع إلى شرح موجز عنه.
ويتكون المعرض من 26 قسمًا، منها الأثاث والأواني والمقتنيات الواردة في القرآن الكريم، والسلاح الوارد في القرآن الكريم، والملابس، والحلي والزينة، والمكاييل والمقاييس والموازين المذكورة في القرآن، والعملات المذكورة في القرآن، وأدوات الصناعة والزراعة، وأنواع الأدوية، والطعام والشراب، وغيرها.
وأعرب الإمام والمترجم بدولة البوسنة وأحد زائري المعرض الحاج معمر تشادتييتش؛ عن سعادته البالغة من الزيارة وما شاهده من عمل جبار يُقام لأول مرة بجهد من علماء أجلاء ومشايخ من المملكة العربيَّة السعوديَّة.
وقال مفتي إقليم ترافينك البوسني أحمد عادل فيتوش؛ أنه انبهر بفكرة المعرض وما يحتويه من أقسام عديدة، إضافة إلى وجود نماذج مصنوعة من الأثاث والأواني والمقتنيات والسلاح والملابس والحلي والزينة والمكاييل والمقاييس والموازين وأدوات الصناعة والزراعة والمهن، مما كانت موجودة في عهد النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، مشيرًا إلى أن البيئة من حوله ومما ورد ذكرها في القرآن الكريم التي تقرب للمشاهد؛ تشكّل كيف كانت حياة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، إضافة إلى نماذج أخرى بتقنية الأبعاد الثلاثية (3D) وتقنيات ضوئية تستخدم لأول مرة في المملكة.
وعبّر الحاج منصور مالك نيتشر عن اندهاشه بفكرة المعرض؛ خصوصًا قسم «كأنك تراه» الذي يعد من أهم أقسام المعرض، إِذْ إنه يعرض حياة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وأوصافه الخلقية بشكل تفصيلي عبر شاشة تعمل باللمس.
وأكَّد سفير كينيا للكويت علي عباس علي؛ ريادة فكرة المعرض الذي يعد موسوعة عالميَّة في هذا المجال وينشر سيرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حول العالم بشكل عصري وتجديدي، ما يسهم في دعوة غير المسلمين إلى الإسلام الذين يرون نبيه سمحًا بسيطًا ينام على حصير ويأكل تمرات معدودة وقد ملك الدنيا ووصل صيته إلى مشارق الأرض ومغاربها. ويهدف المعرض إلى إبراز التاريخ العلمي لسيرة النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بشكل حسي ومُشاهد وتجديدي عبر نماذج فنيَّة ومجسمات للأدوات التاريخية والحربية مستوحاة مما ورد في القرآن والسنة.
تجدر الإشارة إلى أن فكرة المعرض بدأت منذ العام 1427هـ عندما أراد الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني تدوين سيرة للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم بشكل عصري وتجديدي، ثمَّ تحولت الفكرة التي انطلقت لتكون كتابًا في السيرة النبوية إلى موسوعة تاريخية.
ومن المتوقع لها أن تزيد مجلداتها على خمسمائة مجلد، وقد استهلك الزهراني في كتابة مسوداته 200 قلم يحتفظ الزهراني بها كلّّها في زاوية من زوايا المعرض.
وقال عضو اللجنة الثقافية والإعلاميَّة الشيخ فواز الخليفي، الذي رافق الحجاج في زيارتهم: إن هذه الزيارة تعتبر الأولى من نوعها إلى المعرض من البرنامج، وسوف تتوالى الزيارات إليه وإلى مصنع كسوة الكعبة ومعرض عمارة الحرمين الشريفين، وإلى مختلف الجهات التراثية والمعمارية التي تجسِّد تراث مكة وحضارتها وتنقل إلى الضيوف فكرة عمَّا كانت مكة قبل الطفرة الحضارية.