اندلعت يوم أمس الاثنين اشتباكات مسلحة بين مسلحين حوثيين وآخرين ينتمون لحزب الإصلاح في محافظة «الجوف» اليمنية ، الأمر الذي قد يهدد تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الذي وقعته الأطراف السياسية في اليمن عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء. وقالت مصادر محلية لـ «الجزيرة» إن عدداً من القتلى والجرحى سقطوا في الاشتباكات التي اندلعت بعد مقتل ستة من المسلحين الحوثيين في كمين نصبه لهم مسلحون من حزب الإصلاح «الإخوان المسلمين» في وقتٍ متأخر من ليل الاثنين في منطقة «جبلة بمديرية خب والشعف» في محافظة الجوف – شمال شرق اليمن.
يأتي ذلك في وقتٍ أعلن تنظيم القاعدة في اليمن مسؤوليته عن هجومين استهدفا مسلحين «حوثيين» في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة «عمران» القريبة منها يومي الخميس والجمعة الماضيين. وقالت «القاعدة» في حسابها على موقع التواصل «تويتر» يوم الأحد ، إن قتلى وجرحى سقطوا في هجوم بقنبلة استهدف مقراً للحوثيين بمنطقة «هبرة» بصنعاء يوم الجمعة، فيما قُتل 15 حوثياً وأُصيب آخرون بتفجير عبوة ناسفة في منطقة «الأهنوم» بمدينة «عمران» شمال صنعاء يوم الخميس.
على صعيدٍ آخر كشفت مصادر محلية عن ترتيبات لنشر وحدات من قوات الجيش والشرطة في مواقع يوجد فيها مسلحون حوثيون في مدينة صنعاء ومحيطها. وقالت المصادر إن الترتيبات تتضمن نشر قوات عسكرية وأمنية في مداخل العاصمة اليمنية صنعاء ومحيط بعض المقار الحكومية الحيوية وتغيير بعض نقاط اللجان الشعبية بقوات عسكرية و أمنية، في حين ستظل اللجان الشعبية التابعة للحوثيين موجودة في عدة نقاط أخرى. فيما ذكرت مصادر أخرى أنه سيتم تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجيش والأمن واللجان الشعبية، بهدف حفظ الأمن. ورجحت المصادر، وفقاً لما أورده موقع «يمنات» الإخباري أن يتم نشر وحدات من قوات الجيش والشرطة في العاصمة اليمنية، بعد تسمية رئيس الحكومة، في حين ستتولى اللجان الشعبية حفظ الأمن في الأجزاء الشمالية من المدينة.
وكانت الدول الراعية للمبادرة الخليجية الخاصة بتسوية الأزمة في اليمن دعت إلى الإسراع في تعيين رئيس للوزراء في اليمن ليتم استكمال تنفيذ بنود اتفاق السلم والشراكة والتي من ضمنها إزالة جميع نقاط التفتيش والمخيمات غير النظامية. جاء ذلك في بيانٍ مشترك أصدره سفراء مجموعة الدول العشر، يوم الأحد، رحبوا من خلاله باتفاق السلم والشراكة الوطنية الموقع في 21 سبتمبر الماضي.. مؤكين ضرورة تنفيذ هذا الاتفاق بشكلٍ كامل، وبأسرع وقتٍ ممكن.. وقال البيان إن ، سفراء مجموعة الدول العشر بأن اتفاق السلم والشراكة الوطنية يتوافق بشكلٍ كامل مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية، ويقدم الاتفاق جنباً إلى جنب مع مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بخريطة الطريق والإرشادات لتحقيق السلم في اليمن. وأكد السفراء مواصلة دعمهم للرئيس عبدربه منصور هادي وتنفيذ هذه الخطوات من أجل سلم ورفاهية جميع اليمنيين.