المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / تصوير - سليمان وهيب:
تعاني البعثات الصحفية السعودية الأمرّين خلال كل موسم حج...
وسنة تلو الأخرى تجد البعثات الصحفية نفسها تحت رحمة المطرقة والسندان..
ويبدأ سيناريو المعاناة قبل الموسم بأسابيع، حيث ينشط المشرفون على كل بعثة ورؤساء ومديرو التحرير في تسخير علاقاتهم لمحاولة إيجاد مقر استضافة متميز لفريق البعثة الصحفية، حتى يتسنى للمحررين أداء عملهم بشكل جيد.
ويتساءل الكثير من الزملاء الصحفيين عن الأسباب التي تجعل وزارة الإعلام في تجاهل لإيجاد مقرات لبعثات المؤسسات الصحفية المحلية منذ سنوات طويلة، في وقت تحتفي فيه بالبعثات الخارجية.
وفي هذا الاتجاه ترى وزارة الحج أن الإعلاميين ليسوا تحت مظلتها.. فيما تبدي أمارة منطقة مكة المكرمة وسمو أميرها في كل موسم حج تعاطفها، وتبدي استياءها من الأوضاع التشتتية التي تعاني منها بعثات الحج الصحفية.
وكانت البعثات الصحفية في السابق في وضعية جيدة، حينما كانت مؤسسة جنوب آسيا تتولى استضافة الجميع بكل أريحية، وتتكفل بأغلبية البعثات الصحفية كتقدير منها لأعمالهم، إلا أن قراراً غامضاً صدر من وزارة الحج، وتم منعهم من استضافه أي بعثة صحفية...
عقب ذلك بادرت الاتصالات السعودية ثم الدفاع المدني ثم الهلال الأحمر ثم وزارة الصحة، بالتلطف باستضافة رجال الإعلام... وهناك من اعتذر فيما بعد وهناك من تكفّل بخيمة فقط دون إعاشة أو أي خدمات أخرى.
وهكذا وجد الزملاء الصحفيون أنفسهم في محنة حقيقية، فإما الرضوخ للأمر الواقع وتقبُّله، وإما السكن في مكاتب مؤسساتهم الصحفية الكائنة في مكة المكرمة.. ولكم تخيُّل عناء التنقل إلى مشعر منى وعرفة والحرم المكي.
أما الدبابات النارية وتصاريحها، فتلك معضلة أخرى تخضع لمزاجية رجال الأمن عند نقاط التفتيش.
أخيراً ... يمكن القول إنّ الزملاء الذين يبتسم لهم الحظ ويكلّفون من قِبل قياداتهم الصحفية بالعمل في المشاعر المقدسة، هم خريجو أصعب المدارس الصحفية كونهم تمرسوا في الظروف الأصعب.. وبالتالي اكتسبوا خبرة النفس الطويل وكيفية التعامل مع المصاعب الحقيقية.
وليس مبالغة في الوصف لو قلنا إنّ صحفيي الحج مثل القطط الصغير التي تتنقّل بها أمهم من موقع لآخر.
ويبقى السؤال.. هل تحسم هذه الإشكالية وتُعاد الهيبة لصاحبة الجلالة؟.