الجمرات هي ثلاثة مواقع متقاربة في خط مستقيم حيث يقوم الحجاج برمي هذه الجمرات طاعة لله سبحانه وتعالى؛ إذ تعد من واجبات الحج التي جاء بها الشرع المطهر، واقتداءً بفعل أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
وقد شهد جسر الجمرات منذ إنشائه عام 1975 عددا من الأعمال التطويرية بتوسعته بعرض 40 مترا وبمطلعين من الجهة الشرقية والغربية ومنحدرين بجوار جمرة العقبة من الدور العلوي من الجهة الشمالية والجنوبية وذلك لنزول الحجاج.
وتواصل الاهتمام بتطوير الجسر ليشهد في عام 1978 تنفيذ منحدرات من الخرسانة المسلحة (مطالع ومنازل) إلى المستوى الثاني من الجمرات على جانبي الجسر مقابل الجمرة الصغرى. وفي عام 1982 شهد الجسر توسعة بزيادة عرضه إلى 20 مترا وبطول 120 مترا من الجهة الشمالية الموالية للجمرة الصغرى إضافة إلى توسعة أخرى عام 1987 بزيادة عرضه إلى 80 مترا وبطول 520 مترا وتوسيع منحدر الصعود إلى 40 مترا بطول 300 متر وإنشاء خمسة أبراج للخدمات على جانبي الجسر وتنفيذ اللوحات الإرشادية والانارة والتهوية وبلغت مساحته الإجمالية 600ر57 متر مربع.
ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير إذ أجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه اعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص، وفي ضوئه سيعاد تخطيط منطقة الجمرات ومواقع بعض الشوارع مثل سوق العرب والجوهرة والشارع الجديد وذلك لامتصاص كثافة الحجاج المتوجهة لجسر الجمرات مشيرا الى ان الجسر الجديد سيخدم مباني سفوح جبال منى التي بدأ العمل في مرحلتها التجريبية.
ومع تزايد عدد الحجاج عاماً بعد آخر اهتمت الجهات المعنيـة بخدمة ضيوف الرحمن في المملكة بتذليل الصعوبات الناجمة عن هذه الحشود المتزايدة، وإتاحة رمي الجمرات الثلاث بشكل مريح وآمن، تقرر هدم الجسر بعد أداء مناسك الحج عام 2006م، واستبداله ببناء منشأة جديدة للجمرات متعددة الأدوار، لاستيعاب أعداد أكبر من الحجاج، وتسهيل عملية رمي الجمرات وانسيابيتها بأمن وسلامة. وبلغ طول منشأة الجمرات الجديد 950 متراً وعرضه 80 متراً، ويتألف من خمسة طوابق يبلغ ارتفاع كل طابق 12 متراً، وله 12 مدخلاً و12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة، بالإضافة إلى منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة. كما يشتمل على كاميرات مراقبة تعمل باستمرار في جميع أنحاء المنشأة وفي منطقة تدفق الحشود، لتسهم في مراقبة حركة الحجاج، ونقل صورة مباشرة لمساعدة الفريق المساند للجسر، وتعزيز السلامة، وتوفير الخدمات الطبية العاجلة عند الحاجة، كما يوجد مهبط للطائرات المروحية لحالات الطوارئ.
ويحتوي مشروع منشأة الجمرات أيضاً على نظام تكييف، معزز برشاشات مياه تساعد على تلطيف الجو والتقليل من درجة الحرارة إلى حوالي 29 درجة مئوية، وفي المستوى الخامس من المنشأة تمت إضافة مظلات كبيرة لتغطية كل موقع من مواقع الجمرات الثلاثة، وذلك لتعزيز راحة الحجاج وحمايتهم من أشعة الشمس، واستغرق تنفيذ هذا المشروع عدة سنوات أخذ في الاعتبار أن لا تؤثر عملية البناء على حركة أداء المناسك خلال فترة تجهيز الموقع والبناء.
كما رافقت مشروع تطوير منشأة الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت اعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و 3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الاغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والامن العام. الجدير بالذكر أن هذا المشروع هو للحاضر والمستقبل، حيث صمم جسر الجمرات لتلبية احتياجات الحجاج الحالية والمستقبلية ليصل إلى 12 طابقاً، إذ من المتوقع أن يستخدمه ما يزيد على 5 ملايين حاج سنوياً في المستقبل إن شاء الله، وحصل مشروع الجسر على جائزة أفضل مشروع في خدمة الحجاج «جائزة مكة للتميز عام 2008م».