يقول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، لا يخفى على جاهل وليس ذا علم أن الهدي القرآني ينص في هذه الآية على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب وليس اختياراً، وأثنى على القائمين به بقوله المفلحون، يقول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى: «إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم جدير بالعناية، لأن فيه تحقيق مصلحة الأمة ونجاتها وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير وإخفاء الفضائل وظهور الرذائل». لا يخلجنا الشك أن خير من يحكم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- حكومتنا الرشيدة أدام الله عزها ورفعتها، فقد هيأها الله تعالى لخدمة دينه وإعلاء كلمته ثم أن هداها إلى انتقاء من بهم صلاح البلاد والعباد -بإذنه تعالى. لقد دخلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عهداً ذهبياً منذ أن تولى معالي الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ رئاستها، فها هي تباشير الخير ورسائل الدعوة تعم بلادنا. لقد استبشرت حوطة سدير هذا اليوم الخميس 16-11-1435هـ بموافقة معاليه على إقامة «ملتقى وطننا أمانة» على أرضها والذي أشرف عليه فضيلة الشيخ خالد بن ناصر الحميد رئيس مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بحوطة سدير، وقرر معاليه تدشين هذا الملتقى والوقوف على أول أيامه، وهذا ليس بمنئى عمن يخافون على أوطانهم من كل حاسد أو حاقد أو صاحب فكر منحرف ضال؛ إذ عرف عن معاليه بفكره الواضح ومنهجه السوي السليم ونشاطه الواسع ووطنيته الحاضرة، فلا يستغرب اهتمامه بمثل هذا الملتقى الذي يهدف إلى إظهار أهمية الوطن ووجوب حبه والذود عنه والحفاظ على مقدراته، كما يكشف الستار عن كل فكر ضال منحرف يهدد أمننا ويجرف عقول شبابنا، وهو يدعو حثيياً أبناء هذا الوطن للالتفاف حول علمائنا وطاعة ولاة أمورنا، كما أنه اهتم بشرائح المجتمع كافة لكلا الجنسين فقاسم شقائق الرجال بحضورهن للاستفادة من الدروس والمحاضرات من خلال شاشات عرض خارجية حري بهذا الجهاز المهم الاهتمام بهن كيف وقد كفل لهن الإسلام التعلم وحثهن عليه، فهن أمهات ومربيات النشء. لقد تجلت روح الوطنية والتعاون بين أفراد شعبنا العظيم خوفاً على شبابنا وأمن بلادنا أبرزها للظهور هذا الملقى فأسهمت في إخراجه جهات أمنية وغير أمية والعديد من المسؤولين ومديري دوائر حكومية إيماننا منهم بأهميته، كما أنها أسهمت بمعروضاتها في داخل معرض أقيم في الملتقى إلى جانب تسهيلاتها المادية والأمنية لإنجاح الملتقى، وخصص المعرض يومه الثالث للنساء، إنه لشيء يجدر بنا أن نفخر به أن يقام على أرضنا قاطبة وأرض مدينتي «حوطة سدير» خاصة في وقت نحن بأمس الحاجة لمثله بعد أن تفشت الأفكار الضالة التي تقلد بها مع الأسف بعض أبناء جلدتنا فغروا وغرروا بها شبابنا وشاباتنا، بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن أهلي أهالي حوطة سدير أتقدم بشكري وامتناني لجهود معالي الشيخ ودعمه لمثل هذا الملتقى والشكر لهيئة حوطة سدير على جهدها وتوقيتها لإقامة الملتقى، والشكر كل الشكر لأبناء هذا الوطن المعطاء الذين أبرزوا محبتهم لبلادهم ومناصرتها ومحاربة كل فكر ضال.