06-10-2014

عيدكم مبارك يا أهل غزة

أيهــا المستضعــفون المحاصرون في أضيق ركن من دياركم يا أهل غزة، كل ما نستطيعه هو أن نبارك لكم في أعيادكم، في العيد هذا وفي كل الأعياد القادمة. لا نستطيع أن نقول عيدكم سعيد، فالوضع الذي أنتم فيه لا يسمح بمذاق السعادة. المحاصر في المكان والزمان والعيش لا يستطيع الشعور بالسعادة ولا حتى في مناسبات الأعياد والأفراح.

لذلك نكتفي مؤقتا ً بتهنئتكم بعيد مبارك، سائلين الله تعالى أن يفتح لكم أبواب السعادة التي تستحقونها في القريب العاجل، أبواب الاستقلال والحرية والعدالة، فأنتم الأهل لها، تضحية واستحقاقا ً أكثر من غيركم.

أنتم الذين تستحقون الحرية الكاملة، حين تكلمتم وقد صمت الآخرون وقاومتم وقد انكسروا وتحديتم الظلم حين استكان الجميع من حولكم. صمت وانكسر واستكان الآخرون بحجة عدم تكافؤ القوى، وبعذر الأفضلية للحوار، وباستجداء العدالة عند الرأي العام العالمي وعلى أعتاب من يزودون الجزار بالسواطير.

الصمود الذي تؤدونه في وجه آلة الظلم الفادح هو ما يبقي القضية حيةً وينقلها من جيل إلى جيل حتى يأذن الله بالفرج، وهو آت لا محالة ما دام وراءها مطالب.

الصامت المنكسر المستجدي، من حيث يدري أو لا يدري، يؤدي دور حفار القبور لكي يستطيع المحتل أن يدفن فيه الوطن والعدالة والكرامة ويراكم عليها تراب التقادم ويطويها النسيان.

لا يستطيع أحد أن يزايد على تضحياتكم ليطالبكم بتحمل المزيد من الدماء والدمار، فليس ذلك من العدل ولا من الوطنية في شيء، لذلك يكتفي بتشجيعكم على ألا تصمتوا، وأن تستمروا في المطالبة بأوضح الأصوات وأعلاها، كيلا تموت القضية وتنساها الأجيال ويحقق الباغي مبتغاه.

لقد تصرفتم بما تتطلبه المرحلة من كرامة وشجاعة وأنتم الأقل والأضعف حين صمت الأكثر والأقوى، وبذلك حققتم العنصر الأهم الذي لا يفكر فيه أحد سوى العدو، إبقاء الجمر تحت الرماد حتى تهب الرياح وتجلوه.

طابت أعيادكم يا أهل غزة وطوبى لكم وعيدكم مبارك إن شاء الله، حتى يأتي اليوم الذي يستطيع فيه أشراف العالم وأحراره تهنئتكم بالعيد السعيد.

- الرياض

مقالات أخرى للكاتب