أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي أن خطبة النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع مصدراً أصيلاً في تقرير حقوق الإنسان ورسم العلاقات السليمة بين البشر. وفي كل موسم حج, يلبي الملايين من المسلمين نداء أبيهم إبراهيم، ويقدمون الأنموذج للأمة الواحدة التي إلهها واحد ودينها واحد، ونبيها واحد، وقبلتها واحدة، وغايتها واحدة فتذوي أمام معالم تلك الوحدة مختلف الانتماءات.
وقال في كلمة باسم الرابطة بمناسبة حفل الاستقبال السنوي بمنى: إن الانتماء الأبرز للمسلم انتماؤه للإسلام, فبإسلامه يحوز شرف العبودية لله تعالى، والتآخي فيه مع كل المؤمنين به، مهما تناءت ديارهم، وتباعدت أقطارهم، ليكونوا خير أمة أخرجت للناس.
إن تمسّك المسلمين بهويتهم الإسلامية لا يعني الإنغلاق والتقوقع والإنكفاء على الذات, فالإسلام هو دين العلم والحكمة وهو دين الحوار والتفاهم والتعارف بين الشعوب, وهو الدين الذي يبعث في نفس المسلم الأمل والتطلع والطموح, فلا يمنعه من الانفتاح على التجارب الإنسانية، بل يحثه على تنمية معارفه وتعميقها بما لا يتعارض مع عقيدته وانتمائه، وتعاليم دينه وقيَمه.
إن الاجتهاد في الإسلام بضوابطه الشرعية يتعامل مع تطورات العصر ومتطلباته، وتعاليم الإسلام غنية بمحتواها القيمي والأخلاقي والحضاري بما يكفل لمن تمَسَّك به السعادة والريادة.
إن الضعف والتمزق والفتن الذي تعيشه كثير من البلاد الإسلامية اليوم هو نتاج تضافر عوامل خارجية وداخلية، أعاقت تنميتها ونهضتها, وشجّعت الطائفية والحزبية، وأوصلت إلى ما نراه اليوم من ويلات ونكبات في الكثير منها, وما يجري في العراق وسورية ولبنان واليمن شاهد على هذا الواقع المرير. إن الذي يحقق صحة مسار الأمة هي مرجعية الكتاب والسنة, وفهمها وفق هدي سلفنا الصالح، وبذلك نحافظ على أصالة ثقافتنا واستقامة عملنا، ونحقق سعادتنا في الدنيا والآخرة.
إن رابطة العالم الإسلامي بمناسبة إنهاء حج هذا العام، وما تحقق فيه من إنجازات، ويسر لحجاج بيت الله لتتقدم بالشكر والعرفان والتقدير للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين التي تمثل الثقل الديني والسياسي للأمة المسلمة، بما حباها الله من خدمة الحرمين الشريفين، والعمل بالإسلام والتعريف به، ونسأل الله موفور السلامة ومزيد التوفيق والتأييد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، ولوليّ عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولوليّ وليّ العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود، ونسأل الله تعالى للأمة الإسلامية العزة والمجد والنصر إنه سميع مجيب.
من جهة أخرى، استقبل معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بمقر مبنى ضيافة الرابطة بمنى فضيلة الشيخ رشاد أبيش رئيس المشيخة الدينية الإسلامية الألبانية في إيطاليا، والدكتور عبدالرحيم محمد حنيف بروفيسور التدريس في جامعة بهاء الدين زكرياء في مدينة مولتان بباكستان، كما استقبل التركي بمكتبه بمقر مبنى الضيافة في منى الدكتور رضوان سمير الخلاصي عضو منتدى الإسلام مع الحكومة السويسرية، وإمام رابطة مسلمي سويسرا. كذلك التقى التركي بمقر مكتبه بمبنى الضيافة في منى الأستاذ حسن نحال رئيس مجلس التنسيق للجمعيات الإسلامية في جروزيتو بإيطالي.