لعيد الأضحى في جازان موروثات شعبية مميزة ينتظرها الكبار والصغار في عادة من العادات الاجتماعيَّة التي باتت سائدة ولها ذكرياتها التي يعيشها الجميع ويفرحون بموعدها في عيد الأضحى من كل عام يستغلون فيها المناسبة، التي تزيد فيها أواصر الترابط الاجتماعي والأسري من خلال المعايدة والتواصل بين الأقارب والجيران، وللدخان المتصاعد في أحواش المنازل قصص جميلة يحكي فصولها طبق المحشوش، وهو الطبق الأشهر في بيوتات جازان التي تحرص عليه بعد تذكية الأضاحي، حيث تقوم ربة كل منزل بإحضار قدر المحشوش الخاص بها إلى إحدى قريباتها أو جارتها في منزلها مع بداية المساء، فالتواصل والمعايدة في مساء العيد يجمعها هذا الطبق في عادة اجتماعيَّة سنوية، ويُعدُّ المحشوش من الأكلات الشعبية الشهيرة بالمنطقة اخترعت في السابق لعدم وجود ثلاجات تحفظ اللَّحْم لفترة أطول وبقيت مستمرة حتَّى الآن، وما يميز المحشوش نكهته واحتفاظه بجودته بعد طبخه لفترة طويلة، ويتكون المحشوش من قطع صغيرة من اللَّحْم والشحم يضاف إليها أنواع من البهارات كالهيل والقرفة والفلفل. وبعد تجهيز المقادير يأتي دور الطهي حيث لا يتميز المحشوش بنكهته إلا من خلال طهيه بالطريقة التقليدية على نار الحطب، وذلك بوضعه فوق ثلاث من الأحجار المتوسطة الحجم أو قاعدة من الحديد يكون الحطب أسفلها، وقد يستغرق طهيه من ربع إلى نصف ساعة تقريبًا، وبعد تجهيزه يوضع في قدر ويحفظ بشكل جيد لكي يحافظ على جودته، وتفضَّل بعض العائلات في جازان تقديم المحشوش كهدايا للمقربين والأصدقاء الذين يسكنون خارج المنطقة.