الإعلان الصحيح والمتعارف عليه غالباً (مطلوب شاب سعودي للعمل)، هذا إنْ وجد الشاب عملاً في الأصل، شاب يعني أنه حديث التخرج، ودون سن الـ (26 عاماً)، السؤال هل رأيت يوماً ما إعلان (مطلوب خبير سعودي للعمل)؟! لا أعتقد، رغم أنّ الشايب أو المُسن لديه خبره كبيرة مُهملة - وغير مُقدّرة - في مجتمعاتنا العربية، وقد تكون الجهة التي عمل بها سابقاً اكتفت بما قدم، ولم تَعُد في حاجه إلى خبراته، رغم قدرته على العطاء والإبداع!.
هل الزملاء (الخواجات) لا يفقهون طريقة الإدارة العربية الحديثة ؟ حتى يعتمدوا في جانب التوظيف لديهم على بعض (كبار السن)، الذين يخرجون أو يتقاعدون من وظائف أخرى، أو من مؤسسات منافسة ؟!.
أحد الأصدقاء البريطانيين يُدير شركة في دولة خليجية، يقول إنهم يعتمدون في التوظيف على نسبة 10 % من أصحاب الخبرة من أبناء البلد، إما بالنقل المباشر من وظائفهم السابقة، أو ممن يُخرجهم نظام التقاعد، هذه الفكرة ليست هنا فقط، يؤكد أنّ (شركته الأم) في بريطانيا تجمع في سياستها بين بناء - كوادر شابة - والاستفادة من خبرات سابقة في ذات المسار!.
بكل تأكيد - ابن العم سام - لا يمكن أن يُجامل في عمله، فالمكسب هو الرقم الأهم في كل المعادلة لديه، ومع ذلك تجده يوظف في شركته (رجلاً مسناً) تجاوز سن العمل المتعارف عليه، الهدف هو الاستفادة من الخبرة، بل إنّ بعض المؤسسات الأجنبية تحرص على كسب خدمات هؤلاء، والاستعانة بخبراتهم مقابل رواتب مُجزية، لأنهم لا يحصلون على بدل أو مكافأة نهاية خدمة، بمعنى يقبضون مقابل (جهد يومي) فقط، القصة في معظم مؤسساتنا مغايرة تماماً لفكر الأجانب، فالهدف الأول لكل مدير - غالباً - هو التخلص من (الرعيل الأول)، أو عناصر الخبرة في المؤسسة، حتى يحاول أن يبني جيلاً جديداً ينسب إليه (شخصياً)، دون النظر إلى الخبرة الكبيرة التي ستخسرها وتفقدها المنظمة بخروج هذه العناصر الفاعلة؟!.
إنه البحث عن (المجد الشخصي) على حساب (المصلحة الكبرى)، فقدان عناصر الخبرة في معظم مؤسساتنا (أمر غير محمود)، حيث يمكن الاستفادة من هذه العناصر في مراكز قيادية وتوجيهية واستشارية!.
بكل تأكيد نشجع إعلان (توظيف الشباب السعودي في الشركات العاملة في البلد)، ولكن ماذا عن الاستفادة من عناصر الخبرة ؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.