أعلن مساء أمس في برشلونة عاصمة كاتالونيا رسميا بواسطة رئيس المقاطعة أن الشعب الكاتالوني سيقيم استفتاء في يوم 9 من شهر نوفمبر القادم بهدف إعلان استقلال كاتالونيا عن إسبانيا، وجاءت هذه الخطوة عدة أيام فقط من استفتاء الشعب الاسكاتلندي للاستقلال من بريطانيا والذي لم يحصل عليه بسبب رفض 51 من المقيمين في اسكاتلندا للاستقلال ومعروف ان اسكاتلندا هي جزء من المملكة المتحدة رسميا منذ ثلاث مائة عام وفيها أعداد كبيرة من البريطانيين، وهذا ما ساعد في فشل المطالبين بالاستقلال، لكن اللافت أن رد الفعل الإسباني على إعلان كاتالونيا الاستفتاء جاء مختلفاً عن مواقفها السابقة، حيث لم تعلن قمع تحرك الكاتالونيين بل أعلنت عن رفض هذا الاستفتاء دستوريا وبواسطة القضاء، لكن مقابل ذلك الكاتالونيون أعلنوا ان البرلمان الكاتالوني هو الذي أعطى الحق لرئيس كاتالونيا أن يعلن عن الاستفتاء وطبقا للقوانين الأوروبية ومنها بريطانيا نفذت تلك القوانين قبل أيام بقبولها استفتاء الاسكاتلنديين، القوانين تسمح بحق البرلمان المحلي الكاتالوني فقط قرار القبول أو الرفض والشعب الكاتالوني هو الوحيد الذي له الحق أن يقول نعم أو لا للاستفتاء وللاستقلال، ولا حق لمشاركة الشعب الإسباني في هذا القرار، هذا إذا تعاملت أوروبا مع حق الكاتالونيين مثل تعاملها مع حق الشعب الاسكاتلندي.
العالم يشهد اليوم حركة قومية قيل إنها ماتت في العالم الصناعي بعد تطوره، في الحال أن أهمية هذه الحركة يأتي خصوصا أن المطالبين بها هم بعض الأوروبيين والكنديين وغيرهم من الدول التي تراعي إلى حد كبير الحقوق الديمقراطية وحقوق الإنسان دولهم تفتقد للعنصرية والتجاوزات لاقتصادية والقمع الدموي والتجاوزات على حقوق الإنسان مثل ما في الشرق الأوسط، مما تدل الحركة القومية في هذه الدول على أن الشعوب تبقى تقدس هويتها وقوميتها وتبقى مطالبة بحقوقها الوطنية مهما تأخر الحصول على هذه الحقوق، وبالتأكيد اليوم مطالبة كبك في كندا والروس في شرق اوكرانيا دلائل أخرى على تمسك الشعوب بحقوقها، ومن يعرف، يمكن غدا في اسبانيا ايضا شعب الباسك الذين كانوا يديرون ثورة دموية من اجل الاستقلال، يمكن ان ايضا ان يقرروا مصيرهم إذا تمكن الكاتالونيون من تمرير حق الاستفتاء حتى ولو كان الشعب الكاتالوني لن يؤيد الاستقلال، حيث المهم في الأمر هو حق الاستفتاء للشعوب وقبولها أو رفضها هذا قرار يعود للشعوب نفسها، ولا يمكن لأي بلد يدعي الديمقراطية أن يرفض هذا المبدأ حيث إن رفض الاستفتاء للشعوب يعني رفض حقوق الإنسان والديمقراطية، ومع أن مازال الغرب يتعامل مع موضوع الشعوب وحقوقها بمكيالين مختلفين حيث للغرب منافع ومصالح هي التي تتحكم بقراراته في المناطق الخارجة عن جغرافيته، وشاهدنا الناتو يهاجم الصرب من أجل استقلال الكروات والألبان في كوسوفو في أوروبا الشرقية من أجل إضعاف يوغسلافيا التي كانت قريبة من روسيا الاتحادية، لكن الناتو رفضوا اليوم حق الروس في شرق أوكرانيا حتى بحكم ذاتي من أجل محاصرة روسيا عسكريا في منطقة البحر الأسود المعبر المائي الوحيد للبحرية الروسية النووية الأكبر في العالم.
وبالنهاية، الشعب الأحوازي، كشعب متفق على ضرورة إعادة حقوقه، وله أرض وتاريخ وحضارة ولغة وهوية مختلفة عن المحتل الفارسي، فيحق له أن يطالب بنفس الحق إذا كان قادرا بالوقوف متحدا بوجه النظام وطارحا قضيته على العالم وتسنده ثورة احوازية كبرى، الأمر الذي سيغير بالتأكيد الرأي العام العالمي لصالح شعبنا مع وجود الإعلام العالمي الواسع في هذه المرحلة، لكن هكذا ثورة وهكذا موقع يحتاج قبل كل شيء لتوافق وطني واسع للأحوازيين على تمثيل وطني وشرعي احوازي متفق عليه من جميع القوى التحررية والشعب الأحوازي اليوم جاهز للانطلاق بثورة كبرى لو اجتمعت قوانا المناضلة معا، لكن بعض التنظيمات الأحوازية أصبحت عائقا لأي توحد مع احترامنا لآراء كل التنظيمات التحررية وقراراتها، ونحن كفصيل أحوازي مؤمن بضرورة تحرير الوطن وبضرورة توحيد القوى كشرط أولي في هذه المرحلة للتحرير، نعلنها اليوم للجميع أن جبهة الأحواز الديمقراطية (جاد) وكما فعلت خلال 19 عاما الماضية من أول اجتماع أحوازي تم ترتيبه في مدينة آخن الهولندي عام 1995، مستمرة وجاهزة للجلوس على أي طاولة تشاور مع كل القوى التحررية الأحوازية المتفقة والمختلفة معنا للبحث في حلول لهذه المشكلة الكبرى والبدء بتنسيق والتوافق على تمثيل مشترك ينقل القوى الثورية الى العمل في الشارع، كما ينقلها إلى التمثيل الشرعي للعالم، التمثيل الذي يمثل حد الأقل معظم القوى الأحوازية، ونأمل التوفيق.