عرفات - علي بلال / تصوير - سليمان الغوينم وعبدالله المسعود:
اكتسى جبل الرحمة العتيق في مشعر عرفات أمس البياض وتعلقت أرواح الحجاج بخالقهم، وتنوّعت لحظات الخلوة مع الله وانهمرت دموع المستغفرين كالمطر يصاحبها السكينة والاتصال الروحاني بالخالق، غابت الطقوس الاجتماعية والفوارق الوظيفية وتساوى الكل هناك.. فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى.. لبس الجميع رداءً وإزاراً أبيضين وحّدوا أنظارهم صوب السماء.. ورفعوا أكفهم بالدعاء.. «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا».
«الجزيرة» رصدت مشاعر الحجيج في جبل الرحمة في مشعر عرفات، الحاج محبوب من الهند دخل في نوبة بكاء ومناجاة على جبل الرحمة، يقول إن الكثير من الهموم تعصف بالبشر وفي مشعر عرفات تسنح الفرصة أن نكون أكثر قرباً من خالقنا لنعود إلى أوطاننا كيوم ولدتنا أمهاتنا لا نحمل الكثير من الأسى وقد رمت هذه الجموع المباركة كل أثقالها طلباً للمغفرة، ويضيف لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً حتى أبوح بدموعي أدعو الله أن ينقيني من الخطايا، في يوم الحج الأكبر، وأن يقبل حجتي.
وفي مكان آخر من الجبل التقينا بالحاجة زينب من السودان وهي ترفع صوتها بالدعاء: «يا رب الرحمة.. يا رب الرحمة»، وقالت بكلمات ممزوجة بالدموع جئت لأدي فريضة الحج وإنني أنعم بالسكينة وأشعر بعظمة الله الواحد القهار.
وقالت الحاجة أمل من السودان نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ونحن جئنا طلباً للمغفرة ومسح الذنوب ونسأل الله سبحانه وتعالى حسن الخاتمة والتفريج على المسلمين.