يمتطي بعض النخبويين النقد لكونه إبداعاً رخيصاً في عالم التحريض، يقبل التغليف بشعارات الإصلاح والوطنية أو الغيرة على الدين، وتطرب له الجماهير التي تتزايد مع تزايد حدة ذلك النقد غير النزيه الذي فرغه نخبويونا الحركيون من محتواه وهدفه المنشود المتمثل في تنبيه المخطئ ليتدارك الخطأ ويعدل المسار لمصلحة العامة الخاصة والعامة.
ليس النقد عند هؤلاء وسيلة لهدف نبيل، إنما هو غاية في حد ذاته يجلب لهم الأضواء والأتباع والمال في بعض الأحيان!! على حساب مستقبل أولئك البسطاء من الجيل الصاعد من الشباب الذين يدلسون عليهم بعباءاتهم الملونة المزكرشة.
نقد هؤلاء يهدم ولا يبني يصلح ولا يفسد وفي أحسن الأحوال ضرره أكثر من نفعه ناهيك عن حجمه المفرط ومبالغاته الهائلة وتقديمه بشكل مستفز يخاطب العواطف لا العقول، فضلاً عن كونهم لا يتكلمون بغيره وكأننا مجتمع بلا فضيلة ليس فينا إلا تلك العيوب التي اكتشفتها خيالاتهم المريضة.
أي فائدة ترتجى من عرض مشكلة وطنية أمام حشد من الشباب لا يدركون أبعادها ولا أسبابها ولا حلولها تحطم آمالهم وتنمي فيهم اليأس لأنها تقدم لهم صورة كاذبة خاطئة عن وطنهم العزيز، تخفي جهوداً جبارة بذلت من وراء الستار من قبل رجال مخلصين عظماء، لولا فضل الله ثم جهودهم لما رأينا هذا النخبوي الحركي يصعد المنبر ويزمجر بجرأة وكأنه وزير الإصلاح وشئون الرعية!!