في وقت صدرت فيه رواية قاسم حول «على أبواب بغداد» أتم السينمائي العراقي قاسم حول فيلمه الروائي الطويل «بغداد خارج بغداد».
رواية «على أبواب بغداد» صدرت عن مجلة دبي الثقافية في عددها لشهر سبتمبر.
تتحدث الرواية عن مواكبة مصور سينمائي لأحداث غزو بغداد في منطقة «الفاو» المدينة التي قاوم بضعة أفراد من أبنائها الاحتلال لمدة أربعين يوماً ويعيش معهم مصور سينمائي يوثق الأحداث لتلفزيون بغداد، فيما طائرات الغزو الدولي تشعل النيران في العاصمة العراقية.
المصور ترك أمه في بغداد وعندما يشتد القصف تغادر الأم البيت لكنها لن تعود وتصبح في عداد المفقودين، لكن هذه الأم ليست مجرد أم أو إمرأة إنما تتحول إلى رمز وروح تطوف على بيوت الناس وتشفي المرضى والمجانين ويتحدث عنها الناس وتصبح هي البديل عن الحرب والموت ويظل ابنها المصور ينتظر عودتها للدار وهو يسمع أخبارها يتداولها الناس لكنها لن تعود إلى البيت الذي يتحول إلى مزار وبداخله المصور نائم منتظراً عودة أمه، فباب الدار مفتوح والناس تضع الحناء على الباب فيما بغداد يسودها النهب من قبل لصوص محترفين، ينهبون كل شيء في المدينة.
تزامناً مع صدور الرواية أتم قاسم حول إنجاز فيلمه الروائي «بغداد خارج بغداد» وهو فيلم روائي طويل يتحدث عن غربة المثقف العراقي في وطنه.
تدور أحداث الفيلم في فترة ما قبل تأسيس الدولة العراقية وبعد تأسيسها.
ويقع الفيلم في ساعة ونصف الساعة، وهو من إنتاج دائرة السينما والمسرح ضمن أفلام بغداد عاصمة الثقافة.
عن الرواية والفيلم يقول قاسم حول:
صادف صدور الرواية مع إنجاز الفيلم وكلاهما يحملان اسم بغداد، وهي مصادفة جميلة بالنسبة لي وحزينة أن تتحدث الرواية وكذا الفيلم عن مدينة آيلة للضياع والخوف عليها وترقب الناس وخوفهم على مدينتهم بعد أن تسودها الفوضى والنهب فيما يخرج السجناء من أقبية السجون يركضون في الشوارع مثل يوم الحشر، وهم يرون سيارات تحمل الآثار والأسلحة وملفات الوثائق والباصات والرافعات، فيما الجنود الأمريكيون يضحكون على ما يجري في هذه المدينة.
أما الفيلم «بغداد خارج بغداد» فإنه يجسد حياة طالما حلمنا بها أن تعود بعد عقود من سنوات الجفاف.
الفيلم هو حلم حزين في اليقظة والمنام.. حلم المخرج عن المدينة التاريخية التي هي تعبير عن العراق الذي رحل مضمونه نحو الشتات.
يعمل المخرج الآن على توفير فرص عروض الفيلم عالمياً في ظرف صعب يسود العنف فيه المنطقة العربية وبشكل غير معقول.. هو الصراع بين حلم الإبداع وحجم الإرهاب السائد.
يقول المخرج لو عرض الفيلم أمام القوى الإعلامية والثقافية فإنه لا شك سوف يشكّل انتباهة ثقافية وجمالية وأنا سعيد أن أوقّع اسمي على شاشة هذا الفيلم «بغداد خارج بغداد» الذي تشكّل روايتي الأخيرة على أبواب بغداد رديفاً لذات الرؤية.