المشاعر المقدسة - علي بلال / تصوير - سليمان الغوينم:
أنفقوا كل اموالهم ليؤمنوا نفقات فريضة الحج بعد ان غزا الشيب رؤوسهم وعانوا معاناة كبيرة حتى وصلوا الى بيت الله الحرام. «الجزيرة» التقت هؤلاء الحجاج الفقراء أمس في مشعر منى، حيث يقضون يوم التروية ونقلت مشاعرهم ومعاناتهم التي تكبدوها منذ أول خطوات الحلم وحتى البدء في تنفيذه بجمع تكاليفه المرهقة، وقد أضناهم التعب من حرارة الشمس وألسنتهم عامرة بذكر الله سبحانه وتعالى يدعون الله يتقبل حجهم وأن يعودوا إلى بيت الله الحرام. وقال إسماعيل محمد الحاج من الهند لقد كلفني سفري لاداء فريضة الحج اغلب أموالي التي املكها ولا اصدق أنا الآن قريب من بيت الله الذي ظليت اشاهده في التلفزيون منذ صغري وحلمت بالوصول إليه كل عمري، وأن عمر هذا الحلم اكثر من 71 عاما وهاهو يتحقق وأنا الآن غير مصدق أنني أطأ بلاد الحرمين الشريفين.
وقال اسماعيل وهو يسير الى مخيمه على العربة في منى لقد ظليت طوال السنين احلم بهذا اليوم الذي سأحج فيه ولكن ظروف الحياة منعتني من تحقيق ذلك، مشيرا إلى أن عجزه لن يمنعه من أداء فريضة الحج.
من جهتها الحاجة المصرية أم سيد البالغة من العمر 65 عاماً، أوضحت أنها منذ سنوات وأنا احلم بالوصول إلى بيت الله الحرام ولكن ذلك لم يتحقق إطلاقا لان التكاليف عالية والعمر يجري وكنت أخشى أن أموت قبل أن أحج لبيت الله الحرام لذلك بعت جزءا من ارض كنت املكها بمبلغ من المال لأؤدي فريضة الحج، مؤكدة ان الخسارة المالية مهما كانت فهي لا تعني شيئاً لذلك الحلم الذي راودني طوال السنوات الماضية وأنا لا اصدق أنني سأشاهد بيت الله قريباً.
وقال احسان رشيد الحاج من باكستان إن المعاناة كبيرة يتكبدها كثير من الناس للوصول إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بسبب عدم وجود المادة ونفقات السفر، مشيراً إلى أن كثيرين يحلمون بالحج والعمرة، وكثيرون يموتون قبل ان يتحقق ذلك الحلم ومن يصل إلى مكة المكرمة فهو سعيد بكل معنى الكلمة. وأشار احسان الذي يبلغ من العمر 75 عاماً إلى حجم المعاناة التي تكبدّها من اجل الحج، فقد جمعت مرتبي التقاعدي لمدة تتجاوز السنة الكاملة واقتصدت في كل نفقاتي لكي اؤدي فريضة الحج، واعتقد أن المعاناة والتعب مهما كان حجمهما لا يعنيان أي شيء امام منظر الكعبة الشريفة. واضاف الحاج الباكستاني أن هناك أشخاصاً لا يستطيعون حتى مجرد التفكير في الحج لعدم وجود إمكانيات مادية تسمح لهم وهناك آخرون يبيعون ماشيتهم من أبقار وأغنام لكي يؤدوا فريضة الحج رغم أنها كل ما يملكون، ولكنهم يحرصون على المجيء خاصة ان اغلبهم يأتون وهم من كبار السن.