تتمتع وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصَّة التابعة للقوات البرية بمكانة خاصة في قواتنا البريَّة، إِذْ إن المنتسبين إليها ينتقون من النخبة المهيأة لتنفيذ أصعب المهام وأدقها. وبالتأكيد فإنّ حرب القوات الخاصَّة ذات نوع وشكل مختلف، ويُعدُّ منسوبو هذه القوات من العناصر المؤهلة التي تسند إليها أصعب المهام وأكثرها حساسية لتنفيذها بسرعة وخفة حركة ودقة متناهية، معتمدين في ذلك على ما تلقوه من تدريب يعتمد بالدرجة الأولى على قوة التحمل ومواجهة الصعاب والاستعداد الدائم للعمل تحت مختلف الظروف والبيئات.
تعد وحدات المظلين والقوات الخاصَّة لبنة من لبنات القوات البريَّة وهي قوة ينظر إليها المخططون العسكريون بالقوة الإستراتيجية التي يستخدمها القائد ويضعها حيثما يراه بناء على متطلبات الموقف وحسم الأمور، فهي قوة قادرة على تنفيذ أصعب المهام وأكثرها حساسية في ميدان المعركة وذلك لما تمتاز به من سرعة الاستجابة وخفة الحركة والدقة المتناهية في تنفيذ مهامها على أكمل وجه وفي أقصر وقت، فالمعارك التي تخوضها ذات طابع خاص، لذلك يحظى منسوبو هذه القوة بتدريبات عسكرية تعتمد بالدرجة الأولى على قوة التحمل ومواجهة الصعاب والاستعداد الدائم لتنفيذ المهام القتالية البطولية تحت مختلف الظروف القتالية الصعبة، وكان لزامًا على قادة هذه الوحدات تطوير وتحديث هذه القوه بما يواكب الوحدات الخاصَّة بالدول المتقدِّمة من حيث التدريب والتجهيز بأحدث المعدات والأسلحة المتطورة ذات الكفاءة العالية وابتعاث عناصرها للاستزادة بكلِّ ما جديد في مجال القوات الخاصَّة ليرقوا بقدراتهم وقواتهم إلى أفضل المستويات، إن عناصر هذه القوة تَمَّ اختيارهم بمعايير محددة تتلاءم مع التأهيل والتدريب الذي سيحظون به في المستقبل، فأعمال الصاعقة والقوات الخاصَّة والتسلَّل البرمائي وعمليات الإمداد الجوي والقفز باختلاف ارتفاعاته يتطلب قدرات جسمية وذهنية لتمكَّنهم من القيام بواجباتهم المُتعدِّدة. أعمال وحدات المظليين والقوات الخاصَّة لا تقتصر على ما ذكر أعلاه، بل تتعدى لتشتمل على الجانب الإنساني كالمشاركة في عمليات الإنقاذ من الكوارث الطبيعيَّة وحفظ السَّلام وحراسة وحماية المساعدات الإنسانيَّة الأخرى. ولعل الدور الذي لعبته هذه القوة المدرِّبة والمجهزة بأفضل التجهيزات الذي صاحبته العزيمة القوية والإصرار على قهر العدو جعل من تلك الشرذمة المتسللة لحدود بلادنا الغالية من دون وجه حق عبرة لغيرهم حيث استطاعت هذه القوة مع بقية عناصر قواتنا البريَّة والمسلحة طرد تلك الفئة وتلقينهم درسًا قاسيًا، بل سطرت ملاحم بطولية قتالية أثبتت قوة وصلابة ومتانة وحدات المظليين والقوات الخاصَّة وضرب بذلك أروع الأمثلة في الذود عن أرض وطننا الغالي.
مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصة
تولي قيادة القوات المسلحة في المملكة العربيَّة السعوديَّة جلّ اهتمامها لتدريب أبنائها على أحدث ما توصل إليه العلم من مهارات قتالية ليكونوا جاهزين للدفاع عن الوطن في أيّ لحظة. وفي هذا المجال يعد مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصَّة صرحًا تعليميًا كبيرًا يقوم بدور لوجستي مهم في تأهيل أبناء القوات المسلحة لتنفيذ مهام خطرة على أرض المعركة بدقة متناهية.
ومرّ مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصَّة بمراحل تاريخية صاغت منه جهازًا فعالاً متطوَّرًا مواكبًا للمدارس العسكرية العالميَّة، إِذْ بدأ الاهتمام بهذه الناحية قبل أكثر من 57 عامًا، وتشرح كتب التاريخ العسكري في المملكة أن ثلاثة ضباط فقط كانوا مدرِّبين على القفز بالمظلات بالاشتراك مع فرقة الإنقاذ الجوي في مطار الظهران قبل عام 1374هـ الذي كان نقلة نوعية في تاريخ مركز المظليين، إِذْ أنْشأ المسؤولون في القوات المسلحة مدرسة المظلات في مدينة جدة، وتخرجت أول دورة مظلات في شهر ذي القعدة من ذلك العام، وظهر المظليون في الجيش العربي السعودي للمرة الأولى عند اشتراكهم مع وحدات الجيش في الاحتفال بيوم الجيش في 17 - 12 - 1374هـ.
ونظرًا لأهمية مدرسة المظلات وإضافة مهمة جديدة لها جرى تغيير مسماها ليصبح مركز ومدرسة المظليين وقوات الأمن الخاصَّة وجرى تصميم شعار للمركز والمدرسة يتلاءم مع المهمة الجديدة، وبعد تغيير المسمى توسع دور المركز والمدرسة وتعددت الدورات التي تعقد فيها.
أدوار إنسانيَّة للواء المظلي وقوات الأمن الخاصة
انطلاقًا من حرص المملكة العربيَّة السعوديَّة على الاستقرار والأمن للدول الصديقة والشقيقة شاركت القوات البريَّة عام 1413 هـ بكتيبتين من وحدات المظليين وقوات الأمن الخاصَّة في مهمة الفصل بين المتنازعين في الحرب الأهلية في جمهورية الصومال الشقيقة، وتركز دورها أيْضًا على توزيع المساعدات والإعانات الإنسانيَّة للشعب المنكوب من جراء الشقاق بين الفصائل وتدهور الأوضاع الإنسانيَّة في تلك الدولة، وقد برز الجانب الإنساني الكبير الذي يتميز به الجندي السعودي مما خفف كثيرًا من ألم شعب الصومال.
مهمة قوة الواجب المظلية في موسم الحج
هي القوة الأكثر كفاءة ومرونة، وهي على أتم الاستعداد للتدخل الحاسم في الوقت المناسب لتتعامل مع الحالات الطارئة، والحوادث الاستثنائية، إضافة لجهودها الكبيرة في فك الزحام جنبًا إلى جنب مع قوات الأمن الداخلي وقد أثبتت كفاءتها عمليًا في مواسم سابقة.
إن القوات المسلحة الملكية السعوديَّة ستظل - بعون الله- وبتوجيهات قيادتها الحكيمة، وبالتعاون مع كافة مؤسسات الدَّوْلة والجهات المعنية؛ درعًا واقيًا لهذا البلد الأمين ومقدساته، لينعم كل المواطنين، والمقيمين، والزائرين، والحجاج، والمعتمرين بالأمن والأمان.