جاء في محكم التنزيل: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).. وقال - صلى الله عليه وسلم -: (الحج: العج والثج) أي التلبية ونحر البدن وأن أفضل ما يفعله المرء بعد صلاة العيد ذبح الهدي للحجاج والأضاحي لأهل الحل.
ومن منطلق هذه التوجيهات الربانية، ترى عباد الله الموحدين على امتداد جغرافيا بلاد المسلمين وأين ما كانوا، يجمعهم فعل واحد التلبية وذبح الهدي والأضاحي، وأكثر ما يتمثل هذا التطبيق الفعلي لأمر الله واتباعا لسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في مهبط الوحي بلاد التوحيد والحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، فترى استنفار الدولة بجميع قطاعاتها منذ أشهر لتأمين الأنعام بجميع أنواعها وأحجامها وتسهيل دخولها للبلاد والتأكد من سلامتها، وتجهيز الأسواق والمسالخ، ومضاعفة جهود المتابعة وآليات العمل لضمان توفير الفرص للجميع على اختلاف مستوياتهم الاقتصادية: (فالأسعار متاحة للجميع من 450 ريال الى 1800 ريال) لتطبيق سنة سيد الخلق محمد بن عبد الله، لذبح الأضاحي في كل مكان داخل المملكة، وترى أهل هذه البلاد الطاهرة (مواطنا ومقيما) وهم يتسابقون في تطبيق هذه الشعيرة ويسارعون في الخيرات، في بيوتهم مع أطفالهم وبين ذويهم احياءً لسنة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم -.
فأي فرحة وأيما شعور صادق مفعم بالحياة يستشعره كل من ذاق واكل من أضحيته صبيحة العيد الكبير، وسعى لتوزيعها على الفقراء، وإهدائها للأقارب والمقربين..
اللهم اغفر لموتانا ووسع مدخلهم واغسلهم بالماء والثلج والبرد، (فالفضل لله ثم لجهودهم وتضحياتهم لما نعيشه من رغد العيش وسعة في الرزق) واشفِ اللهم مرضانا وفك قيد المأسورين وانصر عبادك الموحدين، وحرر اللهم المسجد الأقصى من أيدي اليهود الغاصبين..
واحفظ اللهم بلادنا وولاة أمرنا ولحمتنا وأمننا من كيد الغادرين إنك ولي ذلك والقادر عليه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.