تقع محافظة الزلفي كما هو معروف شمال مدينة الرياض العاصمة، وتبعد عنها بمائتين وستين كيلاً، وتعتبر من كبريات محافظات منطقة الرياض حيث إنها حصلت على الترتيب الثاني من حيث عدد السكان، ويتبعها عدد من القرى الكثيرة يأتي في مقدمتها (الروضة) التي نحن بصددها، وهي مركز تابع لمحافظة الزلفي ولا تبعد عن المدينة سوى أربعة كيلوات أوتزيد قليلاً ولموقعها أهمية كبيرة من حيث قربها وانتشار المزارع فيها غير المنتجة طبعاً وللأسف، ووجود مبان وأراض قديمة جداً وهي مملوكة لعوائل كبيرة لكنها مشاعة ويصعب حصرها مثلها مثل ما هو كائن في مدن وقرى المملكة الأخرى، ولاشك أن مثل هذه المواقع والأراضي والمزارع أيضاً المشاعة التي لا يستطيع الورثة بيعها أو إحياءها نظراً لصعوبة حصرهم تشكل عبئاً كبيراً على القرية والمدينة بل وعلى الدولة أيضاً نظراً لوقوفها أمام عددكبير من المشاريع، ويكفي أنها تساهم مساهمة كبيرة في تدني مستوى النظافة بل والتقليل من المحتوى الجمالي لهذه القرية، وحيث إن مثل هذا الموضوع يحتاج إلى وقفة كبيرة ودراسة مستفيضة من قبل المسؤولين للوصول إلى حل يقضي على مثل تواجد هذه المزارع والأراضي بل والمنازل المهجورة التي لن يكون هناك حل للقضاء عليها والاستفادة منها ما لم تتدخل الدولة أيدها الله في حلها إذ إنها تساهم كما ذكرت بالاضافة إلى المستوى الجمالي المتدني إلى إشغال المسؤولين في الدولة وعلى رأسهم الأمن والدفاع المدني حيث تكثر الحرائق من جراء تواجد النخيل القديمة المهجورة، ولذا فإن قرية الروضة بمحافظة الزلفي ليست اسماً على مسمى من وجهة نظري المتواضعة (التي ربما لا توافق رأي عدد كبير من سكانها) وذلك لأسباب عديدة يأتي في مقدمتها ما ذكرته في أول حديثي، إضافة إلى أن القرية لم تنل نصيبها من التطور والتقدم والسبب فيما يبدو هو من سكانها الذين هجروها وأولئك المقيمين بها الذين لم يحاولوا أن يساهموا في تطورها إضافة إلى تكاسل وتقاعس بعض المسؤولين، ويأتي في المقدمة رئيس المركز الذي لم يحاول أن يطالب المسؤولين بذلك، فمقر المركز الحالي هو مقر السكن ومدخل القرية يتكدس به الحديد والأوساخ المتناثرة، أما البلدية فربما أنها لم تعترف بهذه القرية بعد حيث لم يفتح بها ولا شارع واحد ولم توجد منظراً جمالياً واحداً، ولا حديقة متواضعة، والنظافة في هذه القرية متردية جداً أما دور الدوائر الحكومية الأخرى فالمحافظة لم تستأجرمبنى للمركز وتمده بالموظفين والسيارات وما يحتاجه المركز كالمراكز المماثلة والصحة لم تطور مركزها الصحي الذي يقع في منزل متهالك عادي، ويحتاج إلى بناء على الطراز الصحي الحديث مثله مثل المراكز الأخرى التي أخذت نصيبها من التطور والتقدم، أما مساجد القرية فهي متهالكة وقديمة جداً يأتي في مقدمتها المسجد الجامع الذي يعتبر أثرياً في مبناه وموقعه وخطيبه، ولذا فإنني أتساءل وبكل حرقة أين أيادي ومساهمة سكان القرية في ذلك؟ خاصة إذا ما عرفنا أن اقتصاد محافظة الزلفي يقوم على عدد كبير من سكان القرية ولو ساهموا بمساهمات قليلة جداً لبنوا مسجدهم الجامع وغيره على أحسن طراز يتناسب مع أهمية المساجد التي هي بيوت الله سبحانه وتعالى في أرضه قال تعالى: إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18) سورة التوبة.
ولذا فإنه آن الأوان للاهتمام بذلك جيداً خاصة إذا ما عرفنا أن هذا العمل وما يماثله تقرب إلى الله سبحانه وتعالى وشكرله على نعمه وفضله ورزقه الذي منح وأعطى لهؤلاء.
كما أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد لا تخلى من المسؤولية تجاه ما ذكرت التي لم يكن لها جهود في هذا المجال مطلقاً، مع افتقار عدد من المساجد بالقرية إلى وجود أئمة ومؤذنين يأتي في مقدمة تلك المساجد مسجد الناصر في مخطط الباتل الذي لا يوجد له مؤذن حتى الآن والمقام حديثاً أمام مقبرة الروضة المتهالكة هي الأخرى.. وفي الختام وفي هذه العجالة أناشد صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض ذا الهمة العالية والمتابعة المستمرة أن يأمر على من يلزمه بتطوير مركز الروضة ليؤدي خدماته التي أنشىء من أجلها، كيف لا وهو يتبعه عدد من القرى الأخرى التي تحتاج إلى متابعة وما أظن إلا أن ذلك سيتحقق بمشيئة الله عاجلاً أما مواطنوا القرية الذين لهم مساهمة متواضعة جداً بل وسلبية تجاه قريتهم ولا سيما من هم من السكان حالياً إذ أوجدوا في مداخل القرية أشياء تساهم مساهمة كبيرة في تدني مستوى النظافة والشكل الجمالي فبدلاً من اقامة الأشجار والنوافير كركبوا الحديد والورش في مدخل القرية من قبل أهلها وساكنيها الذين تقع عليهم المسؤولية في الدرجة الأولى، أما شركتا الكهرباء والاتصالات فهم مطالبون بزيادة احتياجات هذه القرية لتنال نصيبها، مثلها مثل القرى الأخرى. أما طريق الروضة المتعرج ذو الانحناءات الكثيرة فهو يحتاج إلى جعلها عاجلاً مستقيماً وواسعاً الذي هو الشريان الحقيقي لمحافظة الزلفي من الجنوب حيث يرتاده سكان المزارع والمخططات الجديدة، ويكون ذلك عاجلاً غير آجل لتقل حوادثه الكثيرة.
وفي ختام حديثي المتواضع هذا أكرر رجائي ومناشدتي لسكان هذه القرية حسب استطاعتهم وللمسؤولين كل فيما يخصه الاهتمام بهذه القرية لتكون اسماً على مسمى وتكون روضة بحق، فهل نحن فاعلون.