ثمن لفتة خادم الحرمين الشريفين باستضافة 1000 حاج فلسطيني

العيبان: درس واحد من «يوم عرفة» كفيل بإصلاح أحوال الأمة

الجزيرة - المحليات:

دعا معالي رئيس هيئة حقوق الإنسان الدكتور بندر العيبان المسلمين في شتى بقاع الأرض إلى استلهام معاني الحج الكبرى والالتزام بها باعتبارها دعائم النهضة المأمولة وسبيل الخلاص مما تعانيه الأمة وأحد أكبر مواثيق حقوق الإنسان، مشيداً بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بضيافة 1000 حاج فلسطيني من ذوي الشهداء على نفقته الخاصة.

كما ثمن رئيس هيئة حقوق الإنسان ما تقوم به المملكة من خدمة لضيوف الرحمن، منوهاً بالإنجازات الكبيرة التي تمت في هذا الإطار، خصوصاً على صعيد توسعة الحرمين الشريفين وتطوير مشاريع النقل والطرق والجسور والأنفاق والمياه وتعزيز الأمن.وقال: «تبذل المملكة كل هذا الجهد ابتغاء مرضاة الله تعالى، والتزاماً بواجبها تجاه مقدساته وضيوفه من شتى بقاع الأرض»، مشيراً إلى أن ما يلقاه الحجيج من خدمات شاملة ومتطورة يعكس التقدم الكبير الذي حققته السعودية في شتى المجالات.

وبين العيبان أن الحج وما فيه من مساواة يجعلنا نستذكر في كل لحظة ميثاق حقوق الإنسان الأول في تاريخ البشرية وهي (خطبة حجة الوداع) « حيث إن ما ورد في تلك الخطبة التي ألقاها النبي - صلى الله عليه وسلم - في جموع الحجيج في مثل هذا اليوم قبل أكثر من 1400 عام، يمثل أول ميثاق شامل ومتكامل لحقوق الإنسان، كما يفهمها العالم الآن». وقال: «علينا أيضاً أن نتمثل ما جاء في هذه الخطبة الجامعة عن حرمة الدماء والأعراض، وعن أداء الأمانة والتوصية بالنساء وواجبات الأخوة في الدين».

وذكر العيبان أنه عندما يتأمل قول الرسول الكريم: «أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب وإن أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى»، ثم يقارنه بما نصت عليه المواثيق الحقوقية الحديثة يرى بوضوح أن أغلب ما ورد في المواثيق الإنسانية الحديثة هي مستوحاة من تلك الخطبة العظيمة التي رسم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الإطار العام الناظم لحقوق الإنسان حيثما كان، وفي أي زمان, وهذا ما يجعلنا دوماً نفخر ونؤكد أن حقوق الإنسان مصونة في الإسلام، في جميع أبعادها، فلا شيء في هذا الإنسان يجوز أن ينتهك أو يعتدى عليه، سواء في دمه أو ماله أو عرضه.

وشدد العيبان على أن الحج فرصة للمسلمين جميعاً كي يتدبروا أحوالهم ويجددوا عهدهم مع الله بنبذ الفرقة والتوحد لنصرة الحق والالتزام بمبادئ دينه الحنيف، لأن ذلك هو الطريق لعزتهم بين الأمم، لافتاً إلى أن «وقوف هذه الملايين على صعيد واحد راجية مستغفرة إنما يؤكد قول النبي الكريم: الخير في وفي أمتي إلى يوم الدين «.

وأشار العيبان إلى أن تجمع الحجيج في يوم عرفة يجسد قيم الإسلام الكبرى، ففيه تتوحد الألسن وتتساوى الأبدان وتتسابق النفوس من أجل الظفر برضا الخالق سبحانه، مضيفاً أن درساً واحداً من دروس هذا اليوم تكفي الأمة كي تتخلص من أزماتها المتفاقمة لتعود لدورها المشهود في خدمة الإنسانية. فما بالنا لو أخذنا بكل الدروس؟

وذكر العيبان أن مشاركة هيئة حقوق الإنسان في حج هذا العام تأتي خدمة لضيوف الرحمن ومكملة للدور المناط بها مع بقية قطاعات المشاركة في خدمة حجاج بيت الله.

وختم العيبان حديثه برفع شكره وبالغ تقديره إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أيده الله وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز يحفظهم الله على ماقدموه من أجل راحة حجاج بيت الله وسهرهم ومتابعتهم لأداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، كما نوه بما تبذله وزارة الداخلية من جهد في خدمة الحجاج وتأمين حركتهم وتسهيلها ومساعدة العاجز منهم، وكذلك جميع ما تقوم به جهات الدولة من خدمة لحجاج بيت الله.