عن دار الساقي صدر للأديب اليمني عبدالعزيز المقالح الذي قال في فاتحة الكتاب:
مدن الأرض مثل النساء
ومثل البحيرات
غاضبة
صلفات
وأخرى،
كما الضوء في همسة
ناهمات
هنا مدن في عراء الجنون
هنا مدن في صفاء السكون
وخلف المدن مدن
لا تثير اشتهاء الكلام
ولا ترتقي في كتاب الهوى
لتكون إذا جئتها وردة
أو قصيدة.
***
** قال المقالح عن مكة:
من هنا خرج النور
وامتد بين السماوات والأرض
بدد عتمة بادية الله
سافر
صلى،
وأورق عصرا من المدنية
والحب
***
** وقال عن القاهرة:
هنا القاهرة
وهنا مصر
احتاج حبراً
بمقدار ماء المحيط
لأكتب اخراجها
ومواريث أحزانها
ومواريث أحزانها
***
** وقال عن القيروان:
كنت أعرفها
قبل أن يتماهى
على ورد وجنتها
ومع فرحتنا
وتكاشفني حبها
وتعيد إلى لغتي
حين يهطل من شفتيها الكلام
شراع الأمان
***
** وقال عن طنطا:
جئت أرسمها
رسمتني مآذنها
ومساجدها
ثم أعطت فمي
ودمائي هويتها
***
** وقال عن باريس:
وردة أم مدينة
صخب مورق أم سكينة
اسم من الضوء يغفو
ويصحو
وفاتنة ليس بين نساء قبيلتها
من تشاركها عصمة الضوء
واللون
***
** وعن بيروت قال المقالح:
متى ظهرت
فوق عرش من البحر
فاتنة؟
ومتى اشتعلت في يديها
خطوط الكتابة
وانهمرت
من أنامل ابنائها الطيبين
غيوم الحروف؟