يهدف هذا الكتاب من خلال موضوعاته عن اليوم الوطني إلى التعريف به، إذ هو يوم مشرق الصفحات وضاء المعالم يتفاعل حباً في القلوب وفرصة للتأمل في الماضي والحاضر والمستقبل، وهو أحد الأيام المضيئة والمشرقة في تاريخ هذه البلاد، ونقلة حضارية عملاقة تذكر بتاريخ ناصع يفخر به أبناء هذا الوطن الكريمـ حيث وحّد ثراها البطل الملهم والقائد العظيم الملك عبد العزيز - رحمة الله عليه -، فصنع ملحمة بناء الكيان والإنسان تحت مظلة الشريعة الإسلامية، وهي ملحمة لا تزال فصولها العظيمة تتواصل بمسيرة الأبناء الذين حملوا الأمانة على عاتقهم فكانوا خير خلف لخير سلف.
فاليوم الوطني جدير بالاهتمام والتأمل وقمين بالإشادة والذكرى وشرح أهميته، وما تم به من إنجاز عظيم لأجيالنا لتكون على بيّنة من ذلك، فالنقطة المحورية التي تدور حول فصول الكتاب وموضوعاته، هي أنّ (اليوم الوطني) نقلة حضارية عملاقة ونقطة تحول لانطلاقة عجلة التطور التي لم تتوقف وستبقى سائرة بحول الله، فهو نموذج فذ كبير لمعادلة تلتقي فيها المبادئ الراسخة والأسس الصلبة وثبات المواقف ومعطيات النماء والإيمان بالله واليقين بسلامة النهج المنبثق عن الشريعة الإسلامية - فلقد سخّر الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - جهوده في خدمة الدين والأمة وركز اهتمامه على قضايا الإصلاح والأمن والوحدة والنهضة والبناء والتعليم ونشر الثقافة وإحياء تراث السلف الصالح، وان تاريخه لهو تاريخ أمة وستظل سيرته معيناً ينهل منه الباحثون والمفكرون والمؤرخون أمداً طويلاً، فهو رائد من رواد الحضارة الإسلامية وقائد من قادة التاريخ الإنساني، استطاع أن يقدم للعالم كياناً شامخاً وأمة ناهضة ووطناً مرموقاً، كما يتناول الكتاب أهم المعارك والأحداث التي خاضها الملك عبد العزيز وفتح الرياض، واستعراض أقوال المؤرخين في عدد المرافقين للملك عبد العزيز، وكذا استعراض بعض القصائد والأشعار التي دبجتها يراعات وقرائح الشعراء في الملك عبد العزيز.
وينتهي الكتاب بدعوة إلى أهمية إثراء الدراسات التاريخية عن الملك عبد العزيز، فما زال التاريخ مزهواً بإنجازه وجهاده ودولته الإسلامية ودوره الرائد وكفاحه المشرف في سبيل بناء هذا الوطن الزاهر المهتدي بتعاليم الإسلام وشريعته الخالدة.
حقق الله الآمال ووفق الجميع.