حقق برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحج على مدى 17 عامًا أماني أكثر من (22) ألف مسلم ومسلمة من 200 دولة حول العالم في أداء فريضة الحج ورؤية الحرمين الشريفين مع توفير كل الرِّعاية خلال أداء مناسك الحج وزيارة المدينة المنورة والسَّلام على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وصاحبيه.
وأوضح وزير الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على برنامج الاستضافة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- شرّف الوزارة بمنحها الإشراف على البرنامج، مؤكِّدًا سعي الوزارة بكلِّ ما في وسعها لإنجاحه، حيث جنَّدت كل طاقتها للوقوف على راحة ضيوف خادم الحرمين الشريفين، ووضعت البرنامج على رأس أولوياتها، وتوليه اهتمامًا خاصّا.
وقال معاليه: إن أمر الملك المفدى -رعاه الله- يجسِّد حرصه الدائم على العناية بمصالح المسلمين في أنحاء العالم، ويدل على اهتمام ولاة أمر هذه البلاد المباركة بالإسلام والمسلمين، وتقوية أواصر ووشائج العلاقات والتضامن الإسلامي القائمة على كتاب الله تعالى وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ورفع معاليه شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، على حرصه على أداء المسلمين شعائر الإسلام، وواجباته على الوجه الذي بيّنه الله- سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم، وسنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم-، داعيًا الله تعالى أن يجزيَ ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة خير الجزاء على ما قدموه، ويقدمونه من خدمات جليلة للإسلام والمسلمين في كلِّ مكان.
وأوضح أن المسلمين الذين أمر خادم الحرمين الشريفين باستضافتهم هذا العام ينتمون إلى عدَّة دول وهي: إندونيسيا، وبنجلاديش، وتايلاند، والفلبين، وكمبوديا، وقرقيزستان، وسيريلانكا، والنيبال، وأفغانستان، وفيتنام، وماليزيا، وسنغافورة، وميانمار، وجزر المالديف، والبوسنة والهرسك، وكرواتيا، والجبل الأسود، وسلوفينيا، والهند، وصربيا، والسويد، وفنلندا، والنرويج، وإيرلندا، وإيسلندا، والنيجر، وأوغندا، ورواندا، ومدغشقر، وزامبيا، وجزر القمر، وكينيا، وتنزانيا، والرأس الأخضر، علاوة على (40) دولة إفريقية أخرى.
وبيَّن معاليه أن إجمالي المستضافين منذ البدء في تنفيذ هذا البرنامج حتَّى موسم الحج الحالي بلغ أكثر من اثنين وعشرين ألف مسلم ومسلمة من مختلف دول العالم، مشيرًا إلى أن استضافة هذا العام تحقق حلم مسلمين من دول أخرى لم يشملهم البرنامج في سنواته سابقة، حيث تنفذ الوزارة خطة سنوية تتضمن شمول البرنامج أكبر عدد ممكن من الجنسيات من دول مختلفة.
وأوضح معالي وزير الشؤون الإسلاميَّة أن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج، يبرز المكانة المرموقة والرائدة التي تحتلها المملكة على صعيد العالم الإسلامي لكونها قبلة المسلمين، ورائدة كل عمل إسلامي نافع للأمَّة الإسلاميَّة، حيث تسخر كل إمكاناتها لخدمة الإسلام والمسلمين، كما أن المملكة حاملة لواء الدعوة الإسلاميَّة لإعلاء كلمة التوحيد، وتسعى دائمًا لتحقيق وحدة المسلمين ورفع شأنهم، وهي تقوم بذلك كلّّه مترسمة نهج النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم- وصحابته الكرام والصدر الأول من سلف هذه الأمة، حيث أولت هذا المنهج جل عنايتها.
وعد برنامج الاستضافة أحد مبادرات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- المباركة التي تأتي استمرارًا للسياسة الحكيمة التي تنتهجها المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله-، تجاه الإسلام والمسلمين في كلِّ مكان من العالم، مبينًا أن الشعوب الإسلاميَّة جمعاء تقدّر هذه المواقف المشرفة للمملكة وولاة أمرها، مؤكِّدًا أن منهج المملكة في العمل الإسلامي ينتهج الاعتدال، حيث ارتبطت هذه البلاد الطاهرة - وما تزال - بالإسلام عقيدة ومنهجًا وأسلوب حياة.
وأشار معاليه إلى أن الوزارة تتلقى سنويًّا بعد الانتهاء من الحج مئات من برقيات وخطابات الشكر والامتنان من حجاج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، يلهجون فيها بالدُّعاء والثناء على الجهود الكبيرة التي بذلتها وتبذلها حكومة المملكة في سبيل تقديم كل الخدمات اللازمة لحجاج بيت الله الحرام الذين يؤدون مناسك حجهم وعمرتهم في يسر وأمان، ولخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بأن يكتب حسنات ذلك في موازين أعماله.
من جهته قال المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين عبدالله المدلج: إن وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد بدأت الإعداد للبرنامج منذ وقت مبكر بعد دراسة وتقييم الأعمال والخدمات المقدمة في برنامج حج العام الماضي، والنظر فيما تلقته اللجنة التنفيذية من مقترحات وملاحظات، وعلى ضوء ذلك جرى إعداد خطة عمل موسم الحج الحالي لضيوف خادم الحرمين الشريفين، ووافق عليها معالي الوزير، وجرى تنفيذ الخطة المقترحة وفقًا للتواريخ المقترحة فيها. وتضمّنت مراحل الإعداد دراسة وتقييم برنامج الاستضافة في العام الأسبق، ثم اختيار موقع السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة؛ حيث تَمَّ اختيار موقع السكن العام الماضي في فندق مكارم أم القرى بمكة المكرمة، الذي يتميز بخدماته المتميزة وأثاثه الراقي، واشتماله على أبرز المرافق.
وجرى التنسيق «ضمن مراحل إعداد البرنامج» مع وزارة الخارجيَّة وسفارات خادم الحرمين الشريفين في الدول المشمولة بالبرنامج؛ حيث حرصت الوزارة بعد الاطلاع على الأوامر السامية والطلبات الواردة لها بشأن الاستضافة؛ على التنسيق المباشر مع وزارة الخارجيَّة عبر التواصل مع سفراء خادم الحرمين الشريفين في الدول المشمولة بالاستضافة، ومناقشة الأمور المتعلقة بالمرشحين والخدمات المقدمة لهم، واستعراض أبرز الملاحظات التي تَمَّ رصدها خلال مسيرة البرنامج.
وأشار المدلج إلى أن اللجان العاملة في البرنامج بدأت عملها التنفيذي وعقدت اجتماعًا تحضيريًا لرؤساء اللجان وأبرز العاملين في البرنامج بمقر إقامة الضيوف في فندق مكارم أم القرى بمكة المكرمة، تبعه العديد من الاجتماعات لمناقشة خطة العمل وتنفيذها، والأمور التطويرية لآلية عمل البرنامج، وكيفية توفير الخدمات اللازمة لضيوف خادم الحرمين الشريفين، إلى جانب استعراض الأعمال والآليات التي ستتبع في تصعيد حجاج ضيوف خادم الحرمين الشريفين من مكة المكرمة إلى عرفات للوقفة حتَّى النفرة منها إلى مزدلفة والمبيت فيها، ثمَّ الذهاب إلى منى لرمي الجمرة الكبرى للتحلل الأول.
وأشار إلى اكتمال القوائم النهائية لأسماء الضيوف في الوقت المحدد؛ حيث استقبلت لجنة الشؤون الخارجيَّة بالبرنامج الأسماء المرشحة من سفارات خادم الحرمين الشريفين، وفرزت الأسماء حسب الشروط والاعتبارات المنصوص عليها في الترشيح، وأعدت القوائم النهائية وسلمت للمتعهد الرسمي للبرنامج لاستكمال الإجراءات الخاصَّة بقدوم ضيوف الملك المفدى.
وأنيطت اللجان العاملة تحت مظلة اللجنة التنفيذية بمجموعة من المهام في جوٍّ من التعاون والتنسيق الذي يضمن لضيوف الملك المفدى أداء حج ميسر وسهل، وتضم اللجان: اللجنة الشرعية والعلميَّة، ولجنة الشؤون الخارجيَّة، ولجنة الشؤون الإدارية، ولجنة المشاعر، ولجنة الاستقبال والسفر، واللجنة الثقافية والإعلامية، ولجنة الإسكان والنقل، ولجنة الخدمات، ولجنة المدينة المنورة، ولجنة إفريقيا.
وتعنى اللجنة التنفيذية؛ بتلبية متطلبات وتوفير الخدمات لضيوف الملك المفدى المستضافين منذ مغادرتهم بلادهم إلى وصولهم إلى المملكة، واستقبالهم، وإسكانهم، وإعاشتهم، وتمكينهم من أداء حجهم وعمرتهم وفق ما يتم وضعه من أنظمة، ومن ثمَّ إتاحة الفرصة لهم بزيارتهم للمدينة المنورة، والصلاة في المسجد النبوي الشريف.
وأتمّت كل اللجان العاملة في البرنامج تحضيراتها قبل وصول ضيوف خادم الحرمين الشريفين؛ حيث حرص العاملون في البرنامج على استقبال الضيوف فور وصولهم إلى مقر إقامتهم في مكة المكرمة بترحاب وكرم معهود عند أهل هذه البلاد المباركة، واستقبلوا الضيوف بماء زمزم والتمر والمرطبات، علاوة على تقديم ماء زمزم للضيوف على مدار الساعة طوال وجودهم في مكة ومنطقة المشاعر والمدينة المنورة، وهو ما بعث السرور في نفوس الحجاج.
واهتمّ برنامج الاستضافة من خلال اللجنة العلميَّة والشرعية بالجانب الدعوي اهتمامًا كبيرًا؛ حيث وضعت اللجنة برنامجًا مكثفًا لاستغلال أوقات الحجاج بإلقاء الدروس والمحاضرات والكلمات الإرشاديَّة والرد على تساؤلات واستفسارات الضيوف بعد الصلوات، إضافة إلى تعليم القرآن وتفسيره من خلال أعضاء اللجنة.
وأقام البرنامج معرضًا مصورًا مصغرًا في مقر إقامة ضيوف خادم الحرمين الشريفين بفندق مكارم أم القرى في مكة المكرمة، تَضمَّن عرضًا مصورًا لتاريخ البرنامج، وما تشهده المشاعر المقدسة والحرمان الشريفان من مشروعات عملاقة.
واحتوى المعرض على عرض لكل ما يقدم للضيوف منذ قدومهم إلى المملكة، وركن احتوى على نشرات بعدد من اللغات الحية وأبرز إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ومطبوعات الوزارة، وقد لقي المعرض إقبالاً كبيرًا من الضيوف الذين أبدوا إعجابهم بما تضمنه من معروضات. واستعانت اللجنة التنفيذية للبرنامج بإحدى الشركات المتخصصة لإنتاج فلم وثائقي عن البرنامج لتسليط الضوء على هذه المكرمة الغالية، ورصد مشاعر الضيوف المشمولين بالبرنامج.
وكانت وزارة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد؛ قد وضعت ضوابط لاستضافة الحجاج بهدف تلبية أمنيات الحجاج الذين لم يسبق لهم الحج أو مشاهدة الحرمين الشريفين، واستمر البرنامج يحقِّق تطلعات البسطاء والمسلمين الجدد وكان شاملاً لكل الفئات، وكان يُشتَرط تحديد العمر وعدم الإعاقة وألا يكون قد سبق له الحج.
واستهدف البرنامج في الأعوام الثلاثة الأخيرة النخب والتركيز عليهم، وأصبح يتعاون مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في دول مُتعدِّدة، وتَمَّ وضع ضوابط، منها أن يكون الضيف من أساتذة الجامعات، أو هو عضو في الجمعيات والمراكز الإسلاميَّة الكبيرة، ومن الضيوف من لديهم المكانة الكبيرة في بلادهم إضافة إلى الإعلاميين وفئات أخرى، علاوة على استضافة مفكرين ونخب ومقدمي برامج إعلاميَّة في عدد من الدول.
ومن أبرز معايير واشتراطات اختيار الحجاج: إن يكون من الشخصيات الإسلاميَّة المؤثِّرة والمعتدلة أو من حديثي الإسلام أو من طلبة العلم، وألا يقل عمر الشخص عن ثمانية عشر عامًا، وألا يكون كبير السن كبرًا يعوقه عن أداء الحج، وأن يكون من بين من يتم اختيارهم من كل جنسية من يتكلَّم اللغة العربيَّة لتسهل عملية الترجمة في الدروس العلميَّة ومناسك الحج، ويفضّل أن يكون المترجمون من الدعاة، كما يفضّل أن يكون من بينهم أطباء للاستفادة منهم في تقديم الخدمات الطّبية والعلاجية، لمعرفتهم بالأمراض السائدة في بلدانهم والثقافة الصحيَّة المنتشرة في تلك البلاد. وإلى جانب تلك الشروط؛ ينبغي أيْضًا استيفاء المعلومات عن كل حاج من خلال استمارة، يتم إعدادها بدقة وعناية، وإرسال بيانات أسماء الحجاج قبل سفرهم بوقت يسمح بترتيب استقبالهم ونقلهم وسكنهم، كما يفضّل ألا يكون ممن سبق له أداء فريضة الحج.