تجمع بين شركة بوينج والمملكة العربية السعودية شراكة قوية يعود تاريخها إلى 14 فبراير 1945، عندما قدم الرئيس الأمريكي فرانلكين روزفلت طائرة من طراز DC-3 داكوتا للملك عبد العزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. حيث كانت هذه الخطوة بداية العلاقة بين بوينج والمملكة العربية السعودية وبداية نشأة قطاع الطيران المدني في المملكة.
ومنذ ذلك الحين، عملت شركة بوينج على توطيد وتعزيز علاقاتها مع الهيئات المدنية والدفاعية في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى القطاع الخاص.
وفي عام 1982، أكدت بوينج مجدداً على أهمية المملكة العربية السعودية بالنسبة لها، عندما قامت بتأسيس شركة بوينج الشرق الأوسط المحدودة (BMEL) في الرياض بوصفها شركة تجارية مسجلة ومملوكة بالكامل لبوينج، مع حقوق تجارية ورعاية موظفين كاملة ومماثلة لأية شركة مسجلة أخرى تعود ملكيتها للمملكة العربية السعودية.
وفي 2005 م, تم تعيين المهندس أحمد جزار رئيساً لشركة بوينج في المملكة العربية السعودية، و مقرها في مدينة الرياض. ويشرف جزار على جميع عمليات شركة بوينج في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك توطيد العلاقات مع الجهات الحكومية، والعمل على تطوير وتنفيذ استراتيجية بوينج في المملكة العربية السعودية، ومتابعة شراكات واستثمارات بوينج الصناعية في المملكة، ودعم برامج المسؤولية الاجتماعية، وتوطيد علاقات الشركة مع العملاء والجهات المعنية. كما يتولى جزّار مسؤولية تحقيق وإيصال رسائل بوينج الرئيسية ورؤيتها ومهمتها في المملكة.
وفي 2006، قامت شركة بوينج بتأسيس شركة فرعية أخرى في السعودية، هي بوينج لأنظمة الدعم العالمية السعودية المحدودة، وحصلت على ثلاث تراخيص استثمارية مختلفة في 2010 لتوسيع نطاق عملياتها الحالية وتنفيذ مشاريع وأعمال جديدة في المملكة. وتم تغيير اسمها في العام 2013 إلى شركة بوينج السعودية المحدودة لتعكس النطاق الواسع لنشاطات بوينج. وأصبحت بوينج السعودية المحدودة اليوم تدعم أعمال كل من بوينج الدفاع والفضاء والأمن وبوينج للطائرات التجارية في المملكة. وتلتزم بوينج السعودية المحدودة بدعم الأهداف الوطنية للمملكة العربية السعودية.
بوينج للطائرات التجارية
بدأت المملكة العربية السعودية في أعقاب الحرب العالمية الثانية، استخدام طائرات بوينج DC-3 لنقل الركاب والحمولات بين جدة والرياض والظهران. وبعد نجاح هذه المبادرة قام الملك عبدالعزيز بإصدار أوامره بشراء طائرتين أخريين من طراز DC-3، لتدخل المملكة بعد هذه الصفقة في عالم الطيران المدني. وشكلت الطائرة DC-3 أساس الخطوط الجوية العربية السعودية في ذلك الحين.
وفي 1961م أسهمت بوينج في دخول المملكة العربية السعودية مرحلة جديدة من تاريخ طيرانها المدني، حين استلمت الخطوط السعودية طائرة من طراز بوينج 707، لتدخل بذلك عصر الطيران النفاث وتصبح أولى شركات الطيران في الشرق الأوسط التي تقوم بتشغيل طائرات نفاثة. وقد احتفلت الخطوط السعودية بذكرى التأسيس 65 في عام 2010، مما يضعها في مصافي أكثر الناقلات الجوية خبرة في العالم. ومنذ ذلك الحين، استلمت الخطوط السعودية من شركة بوينج مجموعة مختلفة من الطائرات من طراز 737 و747 و777 و MD-11Fs و MD90s . وتقوم الخطوط السعودية حالياً بتشغيل العديد من طرز طائرات بوينج بما فيها 747-400/إس بي، و777-200إي آر، بالإضافة إلى طراز 777-300إي آر الذي استلمت أولى طائراته في فبراير 2012. وفي عام 2010 طلبت الخطوط السعودية 20 طائرة من طراز 777 و8 طائرات من طراز 787 دريملاينر.
وقامت الشركة بتسليم العديد من طائرات بوينج (BBJ) الخاصة برجال الأعمال للعديد من العملاء من رجال الأعمال وكبار الشخصيات وغيرها من الجهات الحكومية والخاصة في المملكة.
ولعب سوق كبار الشخصيات في المملكة العربية السعودية دوراً محورياً في نجاح طرح طائرات رجال الأعمال من الطرز BBJ2 وBBJ3 و787 VIP. وتمثل السوق السعودية أكبر سوق في الشرق الأوسط من مبيعات طائرات BBJ في منطقة الخليج العربي. وتعمل العديد من طائرات بوينج المخصصة لكبار الشخصيات (VIP) في المملكة، بما في ذلك طائرات 727،737،747 ، 757، 767، و777.
بوينج للدفاع والفضاء والأمن
تقوم بوينج للدفاع والفضاء والأمن، إحدى وحدات الأعمال التابعة لشركة بوينج، بتقديم أنظمة ومنصات تساعد في تطوير الشبكات والفضاء بالإضافة للطائرات العسكرية للعملاء في جميع أنحاء العالم. ويعود تواجد بوينج للدفاع والفضاء والأمن في المملكة العربية السعودية إلى عام 1982، عندما قامت بوينج الشرق الأوسط المحدودة (BMEL) بتأسيس مكتب لها في الرياض.
وتربط بوينج علاقة قوية في الشق الدفاعي السعودي بجميع أنواعه، بما في ذلك الطائرات المقاتلة وطائرات الإنذار المبكر ناهيك عن الأسلحة التي تستخدمها.
وتشتهر شركة بوينج بتصنيع طائرات الإنذار المبكر «الأواكس» ، وتصنيع المقاتلة «أف 15» كما أنها تصنع مروحيات «الأباتشي» والعديد من المنتجات العسكرية الأخرى.
وبصفتها داعماً رائداً لبرامج (شركات التوازن الاقتصادي)، قامت بوينج بالاشتراك مع الخطوط السعودية وغيرها من شركائها، بتنفيذ التزامات برامج شركات التوازن الاقتصادي، واقترحت الشركة إقامة عدد من المشاريع الصناعية في المملكة. وتم اعتماد أربعة من أصل عشرة مشاريع صناعية اختبارية اقترحتها مجموعة BITG، وهي :
- «شركة السلام للطائرات - مركز متكامل لتعديل وصيانة وإصلاح الطائرات التجارية والعسكرية.
- «شركة الإلكترونيات المتقدمة - شركة تقنيات متقدمة تمتلك قدرات فعالة في مجالات تصميم وتطوير وتصنيع وإصلاح وتعديل الإلكترونيات.
- «شركة المعدات المكملة للطائرات المحدودة - شركة هندسية مجهزة لخدمة وإصلاح وإعادة تصنيع أكسسوارات ومعدات الطائرات المكملة وفق المعايير الدولية.
- «شركة الدولية لهندسة النظم - توفر مجموعة كاملة من البرامج والأنظمة والخدمات الإلكترونية الخاصة بأجهزة الكمبيوتر.
وقامت الشركة ببيع حصصها في جميع تلك الشركات باستثناء شركة السلام. وتواصل بوينج الإسهام في توسعة القاعدة التقنية لشركة السلام في المجالات المدنية والعسكرية.
في عام 2014، تم تعيين مايك كورث نائباً تنفيذياً لرئيس بوينج للدفاع والفضاء والأمن في السعودية، وتشمل مسؤولياته الإشراف على كافة أعمال بوينج الخاصة في قطاع الدفاع بالمملكة، بالإضافة إلى التنسيق المستمر مع وزارة الدفاع السعودية. حيث يعمل كورث تحت الإدارة المباشرة للمهندس أحمد جزار، رئيس بوينج في المملكة العربية السعودية لضمان التعاون بشكل فعال لإنجاز جميع أنشطة بوينج في المملكة.
و تم تعيين كريس سميث، الذي شغل منصب المدير العام لبوينج للدفاع والفضاء والأمن في السعودية على مدار الـ22 شهراً الماضية، منصب نائب رئيس وحدة بوينج للدعم والخدمات العالمية في المملكة. وسوف يعمل سميث تحت الإدارة المباشرة لكورث، حيث سيكون مسؤولاً عن كافة نشاطات الشركة المتعلقة بالدعم والخدمات والتدريب، لا سيّما مع استمرار بوينج بتنفيذ وتطوير مشاريع مشتركة مثمرة ودائمة مع الشركاء في السعودية. بالإضافة إلى تعيين براد جونز نائباً لرئيس برنامج طائرات إف-15 في السعودية، حيث سيعمل جونز تحت الإدارة المباشرة لكورث. وسوف يقدم جونز الدعم لجميع عناصر برنامج إف-15 في السعودية.
بوينج كابيتال كوربوريشن
باعتبارها شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة بوينج، تعمل بوينج كابيتال كوربوريشن (BCC) على إيجاد الحلول للعملاء لتمويل شراء الطائرات التجارية والمنتجات الدفاعية الخاصة بالشركة. وبوصفها مصرفاً استثمارياً تابعاً للشركة، تعمل بشكل وثيق مع أطراف ثالثة كمصادر تمويل يمكن أن تقدم كامل الدعم التمويلي المطلوب تقريباً من قبل عملاء شركة بوينج.
كما تعمل بوينج كابيتال كوربوريشن بشكل متواصل على تعزيز وجودها في منطقة الشرق الأوسط، التي لها ارتفاع ملحوظ في حركة الطيران التجاري، وذلك في ظل تزايد الطلب فيها على تمويل الطيران.
وبشكلٍ منتظم، تقوم بوينج كابيتال كوربوريشن بتنظيم فعاليات في المنطقة تهدف إلى إشراك مجتمع التمويل المحلي في المنطقة. ومنذ عام 2006، استضافت الشركة مؤتمرات تخطيط سنوية لشركات الطيران والممولين في دولة الإمارات ودول أخرى في الشرق الأوسط، وأصبح مؤتمر الشرق الأوسط للمستثمرين والممولين أحد أهم الأحداث السنوية التي تقوم بها الشركة سنوياً.
الشراكات في المجالات
الصناعية والأكاديمية
تدعم بوينج بشكل نشط البرامج الاقتصادية السعودية وقطاع التعليم السعودي، وتسعى إلى دعم أهداف المملكة القاضية بتطوير القدرات التقنية واستحداث فرص عمل جديدة وتشجيع السعودة وتطوير تقنيات تسهم في استحداث أسواق جديدة والاستثمار فيها ودعم المجتمعات المحلية من خلال الاستثمار في مجالات الرياضيات والعلوم والطب ، للمساعدة في تهيئة الطلاب لمواجهة التحديات المستقبلية والسماح لهم بتحقيق أحلامهم.شاركت بوينج في عام 2001، في تأسيس جامعة الفيصل التي تعد أول جامعة خاصة في المملكة حيث تساعد جامعة الفيصل الطلاب الحصول على المعرفة اللازمة لتولي القيادة في مجال تطبيق وإدارة التقنية.
وفي يوليو 2008، استضافت بوينج مؤتمراً لموردي تجهيزات الصناعات الجوية والفضائية في المملكة، حيث جمعت بين موردي تجهيزات الصناعات الجوية والفضائية الأمريكية وبين الشركات الصناعية السعودية، لبحث وتطوير فرص التعاون المثمر بين الجانبين.
وفي عام 2009، أصبحت بوينج عضواً في برنامج مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية للتعاون الصناعي، الذي يهدف إلى تسهيل التعاون الصناعي على المستويين المحلي والدولي. وفي إطار هذه الشراكة، تقوم بوينج بعقد شراكات مع أكاديميين وطلاب جامعات لدعم مبادرات البحوث والتطوير.
وطرحت بوينج مبادرة أخرى باسم برنامج زمالة بوينج للمملكة العربية السعودية، حيث استضافت من خلاله للمرة الأولى ثلاثة طلاب من جامعة الفيصل. وتم تنفيذ البرنامج في أكتوبر 2009، واشتمل على عدد من الزيارات إلى مرافق بوينج في شيكاغو وسياتل وسانت لويس والعاصمة واشنطن. والتقى الطلاب خلال الزيارات مع كبار المسؤولين التنفيذيين والمهندسين وخبراء التقنية والمهنيين في بوينج. كما انضموا إلى شبكة من الطلاب والمهنيين في هذا القطاع، وحضروا محاضرات وورشات عمل في مركز بوينج لإعداد القادة في مدينة سانت لويس.
وفي عام 2012، قامت الشركة برعاية 15 طالبا من دارسي الماجستير في مجال إدارة الأعمال وتنمية مهاراتهم القيادية تحت برنامج القيادات الناشئة السعودي والذي يعد الأول من نوعه في مركز بوينج لإعداد القادة. وركز البرنامج على كيفية العمل بفاعلية في ظل المتغيرات التي يواجهها الاقتصاد العالمي.
في 2014، وقعت «شركة «بوينج» و»الخطوط الجوية العربية السعودية» على مذكرة للتعاون المشترك، يسمح من خلالها للشركتين في البحث عن فرص الشراكة المحتملة، بالإضافة لتقديم منظومة متكاملة لتطوير وتعزيز القدرات المحلية في مجالي الدفاع والطيران التجاري وتوسيع أعمالهما التجارية في المملكة.
وفي العام نفسه وتأكيداً لجهودها في دعم الشراكة مع المؤسسات الوطنية، دشنت شركة بوينج بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مكتب خاص للأبحاث والتكنولوجيا بهدف تطوير تقنيات الطيران والفضاء ودعم مساعي المملكة الرامية إلى بناء برامج وخبرات قائمة على المعرفة. بالإضافة إلى تدشينها مركز دعم إتخاذ القرار وذلك بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة لإجراء الدراسات، باستخدام القدرات الفائقة للتشبيه الرقمي والوسائل المتقدمة للمحاكاة لفهم وتصور أسرع و أدق من خلال توفير بيئة نموذجية ومحاكاة للواقع الحقيقي.
نشاطات الشركة في المجتمع
أولت شركة بوينج كل العناية والاهتمام لمشاركة المجتمع نشاطاته وفعالياته إدراكاً منها لأهمية المسؤولية الاجتماعية ودورها التنموي في المجتمع، وإيمانها بأن المسؤولية الاجتماعية جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
حيث أطلقت بوينج سلسلة من المبادارات وبرامج التطوير والتثقيف المستمر من خلال توفير وتنفيذ برامج متعددة تهدف إلى المشاركة في كل ما من شأنه ازدهار المملكة، حيث تقوم الشركة بدعم مشاريع مختلفة في مجالات رئيسية، هي التعليم، الصحة والخدمات الإنسانية، البيئة، المجتمع المدني، والثقافة. وتعد شركة بوينج عضواً فاعلاً في المجتمع السعودي، حيث تدعم عدداً من المنظمات الخيرية في المملكة.
كما تتعاون بوينج بشكل وثيق مع مركز أمل لذوي الاحتياجات الخاصة، والمؤسسة الخيرية الوطنية للرعاية الصحية المنزلية، وجمعية رعاية المرأة ، ومركز أمل للرعاية النهارية، وجمعية النهضة النسائية الخيرية وجمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لدعم مرضى الفشل الكلوي (كلانا) وجمعية سند الخيرية لدعم الأطفال المرضى المصابين بالسرطان.وعلى الصعيد الثقافي تفخر الشركة بمشاركتها المملكة العربية السعودية في المهرجانات الوطنية مثل المهرجان الوطني للتراث والثقافة(الجنادرية) لمدة ثلاث سنوات متتالية كشريك للمهرجان.