كشف المدير العام للإدارة العامة للطوارئ الصحية رئيس لجنة الطوارئ والطب الميداني الدكتور طارق بن سالم العرنوس أن وزارة الصحة، ممثلة بلجنة الطوارئ والطب الميداني، أنهت جميع استعداداتها لتنفيذ خطة متكاملة للتعامل مع الحالات الطبية الإسعافية والطارئة وحوادث الازدحام ومخاطر السيول والحريق في أماكن وجود الحجاج المختلفة.
وقال الدكتور العرنوس إن الوزارة قامت هذا العام بإحلال عدد (50) سيارة إسعاف صغيرة جديدة عالية التجهيز بأحدث الأجهزة الطبية ليصبح العدد الإجمالي لسيارات الإسعاف الصغيرة (100) سيارة حديثة، تعمل بمنزلة وحدات عناية مركزة متحركة للتعامل مع الحالات الإسعافية الطارئة في الميدان، إضافة إلى (57) سيارة إسعاف كبيرة عالية التجهيز، (32) سيارة منها موزعة على مستشفيات المشاعر لإخلاء المرضى، وعدد (10) سيارات موزعة على مراكز المنافذ، وعدد (15) سيارة للمساندة في حالات الطوارئ على المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة والمشاعر المقدسة.
وتوقع «العرنوس» علاج أكثر من 17 ألف حالة في حج هذا العام خلال الفترة من الثامن إلى الثالث عشر من ذي الحجة بواسطة سيارات الإسعاف المجهزة وطواقمها الطبية، ونقل الحالات التي تحتاج إلى تدخل علاجي تخصصي إلى مستشفيات العاصمة والمشاعر المقدسة. وقد قامت الفرق الطبية بعلاج أكثر من ستة عشر ألف حالة في موسم حج 1434هـ، نقل منها للمستشفيات عدد (269) حالة.
وأضاف العرنوس بأنه تم تجهيز عدد (18) فرقة طبية ميدانية للعمل في نقاط الطوارئ الصحية في محطات قطار المشاعر، وتسلمت المواقع التي تتمركز فيها هذه الفرق من وزارة الشؤون البلدية والقروية، وتم تأثيثها وتجهيزها بأحدث الأجهزة الطبية للتعامل مع أي حالة طارئة من مستخدمي القطار. وقد تم التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي لنقل أي حالة طارئة تستدعي استكمال العلاج في المستشفى، كما تم تخصيص عدد (8) سيارات لنقاط الطوارئ بالمنطقة المركزية (الحرم) لخدمة النقاط الصحية.
وأوضح أن لجنة الطوارئ والطب الميداني تضم هذا العام (498) طبيباً وممرضاً وفني إسعاف للعمل بسيارات الإسعاف ونقاط الطوارئ الصحية بمحطات قطار المشاعر، وباشر جميعهم العمل بـ»مجمع الطوارئ بالمعيصم»، منذ يوم 20 ذي القعدة، ويخضعون لدورات تدريبية مكثفة للتعامل مع الحالات الطارئة، والتمركز في المواقع المحددة، والتعامل مع الأجهزة الطبية الحديثة التي تعينهم على خدمة ضيوف الرحمن، والتدرب على أجهزة الاتصال بغرفة العمليات وأجهزة تحديد المواقع، وقد تضمنت الخطة التدريبية لهذا العام التدريب على سبل الوقاية الشخصية ومكافحة العدوى وإجراءات تعقيم سيارات الإسعاف بعد كل حالة مرضية يتم نقلها.
ولفت د. العرنوس النظر إلى أنهم ينفذون فرضيات تحاكي الواقع مع الجهات ذات العلاقة للتأكد من تطبيق الخطط المعدة، مشيراً إلى أن جميع الفرق الطبية الميدانية ستباشر عملها بالميدان في المشاعر المقدسة، ابتداء من يوم الثامن من ذي الحجة حتى يوم الثالث عشر.
وقال إن الخدمات الطبية الطارئة التي تقوم بها لجنة الطوارئ والطب الميداني تأتي ضمن حزمة الخدمات الطبية التي تقدمها وزارة الصحة لخدمة ضيوف الرحمن في ظل وجود أعداد كبيرة من الحجاج في مكان وزمان واحد؛ ما يستوجب أعلى درجات الجاهزية والسرعة في تقديم الخدمة الطبية.
ولفت النظر إلى أن لجنة الطوارئ والطب الميداني قد شاركت - كعادتها في كل عام - في وضع خطة الطوارئ العامة مع الجهات الحكومية المكلفة بأعمال الحج، ويتم التنسيق مع الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر السعودي والجهات الحكومية الأخرى المقدمة للخدمة الطبية.
وأردف الدكتور العرنوس بأن الوزارة وفرت للفرق الطبية في سيارات الإسعاف وسائل اتصال لاسلكي، وأجهزة تحديد المواقع (G.PS) لسهولة الاتصال وسرعة توجيه هذه السيارات إلى مواقع الحالات، من خلال غرفة قيادة خاصة (سليم 900) مجهزة تجهيزاً عالياً، تتبع سيارات الإسعاف في الميدان، وتزودها بالمعلومات الكافية للوصول للحالات بأقصى سرعة وفي زمن وجيز؛ إذ يجري بيان حالة الطريق، وأقرب مرفق صحي لاستقبال الحالات التي تحتاج للتدخل العلاجي، ومع بدء تحرك الحجيج لمنطقة المشاعر المقدسة تتمركز جميع سيارات الإسعاف الصغيرة في الأماكن المحددة لها حسب الخطة، ويتم توجيهها والإشراف عليها ميدانياً من قِبل فريق من المشرفين الميدانيين من راكبي الدراجات النارية من ذوي الكفاءة والخبرة. وتوفر هذه الدراجات النارية سهولة وسرعة الحركة لحل أي مشكلة قد تواجه الفرق الطبية العاملة على هذه السيارات.
وأضاف بأنه تم مراجعة خطط الطوارئ الخاصة بالكوارث، مثل: الأمطار، السيول والحرائق، التي قد تحدث أثناء موسم الحج، إضافة لخطة الطوارئ في المسجد الحرام وساحاته.
وأكد أن الفرق الطبية الميدانية سيتم تمركزها خلال الفترة من العاشر إلى الـ13 من ذي الحجة على جانبي جسر الجمرات والطرق الرئيسة المؤدية إليه، وكذلك في المنطقة المركزية (الحرم). كما أوضح أن الفرق الطبية مستعدة للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس وعلاجها في الميدان؛ إذ يتوافر بها الوسائل الطبية اللازمة لذلك. مشيراً إلى أنه قد تم التنسيق مع هيئة الهلال الأحمر السعودي للاستفادة من خدمة الإسعاف الجوي التي توفرها الهيئة منذ (4) سنوات، وكذلك تم التنسيق مع وزارة الداخلية للاستفادة من خدمات الطائرات التابعة للدفاع المدني. وقد تم تجهيز مهابط للطائرات بمستشفيات «النور» و»عرفات العام» و»منى الطوارئ» و»شرق عرفات»، إضافة إلى مدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة، إلى جانب الاستفادة من مهبط الطائرات الخاص بهيئة الهلال الأحمر السعودي بمشعر عرفات لنقل الحالات الحرجة عن طريق الإخلاء الطبي لمستشفيات العاصمة المقدسة، أو المستشفيات الأخرى بالمملكة.