لا يمكن لي اخفاء إعجابي وتقديري الشديد بإمارة منطقة الرياض وأميرها صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله حفظه الله ودعمه لجميع القطاعات، ومنها أمانة منطقة الرياض والمنهاج الذي تسير عليه من حيث التخطيط والإشراف والتنفيذ, الرياض حاليا تشهد ثورة إنشائية عمرانية مهولة ضمن رؤى معدة ومخطط لها مسبقا, وأكثر ما شدني في ادارة أمانة منطقة الرياض هو تركيزها على العامل الإنساني من حيث تأثير الإنشاء جوهرا وشكلا, ولعل توجههم الأخير بموافقة معالي الأمين على تلبية طلبة الفنانين التشكيلين بتزيين الرياض في احتفالاتها بالعيد الوطني لدليل واضح على هذا التوجه الإنساني الجمالي الذي يعطي الانطباع الأكيد ان الرياض مدينة حية وليست مجرد هيكل خرساني.
ما أوردته أعلاه هو ما جعلني اندفع لأكتب إلى أمانة منطقة الرياض بخصوص ما تبادر إلى علمي عن انشاء كوبري يربط شارع العروبة ليعبر فوق شارع العليا وطريق الملك فهد باتجاه الكوبري المقام على التخصصي, هذا الكوبري المراد إنشاؤه كما علمت سيكون بجانب برج المملكة, وجهة نظري في هذا المشروع أنه لن يكمل الصورة العامة التي تسير بها أمانة الرياض من حيث أنسنة مدينة الرياض ومراعاة الروح الإنسانية فيها بالإضافة إلى تحقيق النتائج المنشودة كحلول جذرية وليست مؤقتة أو لفترات زمنية قليلة, هذا الكوبري لو تم إنشاؤه أعتقد أن سلبياته ستكون أكثر من إيجابياته خاصة ونحن نتحدث عن إيجابيات مرورية وفي مدينة متسعة باطراد سيكون الحل مؤقتاً ليبقى الهيكل الخرساني جاثما وتعود المشكلة من جديد, برج المملكة والذي حقيقة يعتبر أحد معالم مدينة الرياض الحديثة سيتأثر بهذا الإنشاء الخرساني بالإضافة إلى تأثر التجمعات التجارية المتواجدة على امتداده في تلك المنطقة.
اعلم أن هناك حاجة إلى إيجاد حلول لحل مشكلة الأزمات المرورية وتخفيف العبء على بعض التقاطعات المرورية, ولكني أيضا من واقع خبرتي الهندسية أجزم أن الإنشاءات الخراسانية قد تكون الحلول الأسرع فهي عبارة عن هياكل تقام لحل مشكلة ومصممة لتبقى أطول فترة زمنية قد تمتد إلى عقود، بل قرون وتكون المشكلة قد عادت من جديد والخرسانة جاثمة مكانها, لو أسرعنا بالحل لكل أزمة مرورية بإنشاء الكباري لوجدنا أن الرياض ستصبح بعد حين عبارة عن كتلة خرسانية مصمتة لا حياة فيها ولا جمال ولا حلول معها إلا مزيداً من الخرسانة هنا وهناك, أعلم أن الوضع يحتاج إلى حل وإجراء، ولكن لنحاول أن نبتعد عن الهياكل الإنشائية ونفكر بالحلول التنظيمية كفكرة الإشارة الذكية في الإشارات الضوئية, أو تحديد مسارب واتجاهات بعض الطرق وأيضا التعامل مع نوعية وطبيعة المركبات التي تستخدم مثل هذه الطرق لحل المشاكل المرورية لتتعاون الأمانة والمرور ونصدر تنظيمات تمنع فئات معينة كالعمالة من تملك سيارات أو نمنع مرور الليموزينات بشوارع معينة وغيرها الكثيرمن الحلول والأفكار التي علينا المحاولة بها أولا: لأنها حتى لو لم تنجح فانها لا تترك ثقلا انشائيا يبقى شاهدا على اننا لم نحاول مسبقا.
مقترح آخر أرفعه إلى معالي الأمين وإدارته الكريمة، وهو: لماذا لا يكون هناك آلية يمكن من خلالها استطلاع آراء مكونات المجتمع المعنية بأية حلول إنشائية مستقبلية, لا مانع من استطلاع آرءا الخبراء ولا أقلل من شأن الخبراء المتواجدين العاملين في الأمانة ولكن زيادة سعة دائرة المشاركة تطوعا, وأيضا مشاركة القطاع التجاري حتى الوصول الى المجتمع السكاني, اعلم أن إرضاء الجميع غاية لا تدرك ولكني أقترح فقط استطلاع للرأي قد يعزز الفكرة وجدواها في حال تم الوصول إلى أن لا حل إلا ذلك الجاثم الخرساني.